الأخبار

سميح المعايطة : الأردن.. الطريق ليست سهلة

سميح المعايطة : الأردن.. الطريق ليست سهلة
أخبارنا :  

تركيبة المنطقة وتحالفاتها ومحاورها تغيّرت خلال عام سياسي وعسكري عاشته المنطقة منذ بدء العدوان على غزة والى اليوم، وفي بداية تلك المرحلة كانت الأمور على الأردن ليست سهلة، ابتداءً من مشروع اسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية عبر بوابة غزة مرورا بما يجري في الضفة الغربية من عمل اسرائيل المنظم للاستيلاء على الارض واخلاء المناطق من أهلها، وكنا خلال هذا العام السياسي والعسكري تحت محاولات العبث الامني من البعض حولنا وداخلنا، وكانت حدودنا الشمالية مصدر قلق عبر حرب المخدرات والسلاح القادمة من سوريا، وكان الاردن من الد?ل التي دفعت ثمنا اقتصاديا كبيرا نتيجة قلق المنطقة..

وما بين المخطط الاسرائيلي في غزة والضفة ومخططات «تجار» قضايا الإقليم كان عاماً سياسياً واقتصادياً وأمنياً صعباً.

اليوم تبدلت بعض الوقائع في سوريا لكن الأخطار ما زالت قائمة فالدولة السورية تحتاج الى عوامل استقرار داخلي كبيرة. وعصابات المخدرات ما زالت تحاول، وداعش الكامنة في سوريا والعراق تعيد ترتيب صفوفها وربما تبحث عن دولة تشغلها او ربما وجدتها، وكل هذه التحديات حاضرة وتفرض على الاردن تعاملا حازما تماما مثلما تعامل الاردن مع قضايا الامن والحدود وفق قاعدة رفض اي خطأ.

وعلى صعيد القضية الفلسطينية نأمل أن يتوقف العدوان على غزة وفق الاتفاق الذي بدأ تنفيذه اليوم، لكن ملف غزة الاصعب قادم من اعمار وقضايا انسانية صعبة والاهم ان الاحتلال الاسرائيلي سيبقى في اجزاء من غزة وهناك منطقة عازلة وايضا الفراغ السياسي والخدماتي، فالمرحلتان الثانية والثالثة من الاتفاق بما فيهما من أبعاد سياسية وعسكرية وأمنية هما الاصعب وتحددان شكل غزة المستقبلي.

وفي الضفة وغزة مازال نهج التطرف الاسرائيلي قائما ونتنياهو وعصابته الحكومية مستمرين في مرحلة سيبدأ فيها ترامب فترة رئاسية ثانية، وهذا يعني أردنياً ان أفق الحل السياسي للقضية الفلسطينية ما زال بعيداً بل ربما تكون في الافق غيوم سوداء.

قد يكون العام السياسي والعسكري الذي مضى حمل للاردن انفراجات في بعض الملفات لكن هناك ملفات وتحديات كبرى بقيت قائمة واخرى عادت للظهور... فالطريق الى المرحلة القادمة ليس سهلا ويفرض جهدا كبيرا من الدولة لن يقل عن الجهد الذي كان في العام الذي مضى. ــ الراي

مواضيع قد تهمك