الأخبار

أ د. امين مشاقبة : اتفاق وقف إطلاق النار

أ د. امين مشاقبة : اتفاق وقف إطلاق النار
أخبارنا :  

اليوم سيبدأ تنفيذ قرار وقف اطلاق النار في قطاع غزة بعد أن صادقت عليه الحكومة الإسرائيلية، هذه الحرب التي مر عليها ما يزيد على خمسة عشر شهراً دمرت غزة تدميراً كاملاً وقتلت ما يزيد على ٥٠ ألف غزي، بطرق وحشية وابادة جماعية متعمدة للمدنيين، وجرح ما يزيد على مائة ألف مواطن غزي، فقد كانت العمليات العسكرية الاسرائيلية لا تميز بين مدني وعسكري والمهم لديها هو القتل والضغط على أهل غزة للهجرة والخروج خارج ديارهم الا ان شعب غزة مُنغرس ومُتجذر في أرضه لم يغادر احد، تمسكوا بالأرض لأنهم يعرفون أن من يخرج لا يعود مُطلقاً،?هذا الوعي بأهمية الثبات هو جزء من العقل الفلسطيني الذي مرت عليه ظروف صعبة عبر سنوات الصراع التي زادت على 75 عاماً.

سعت إسرائيل لتحقيق عدة أهداف أولها القضاء على حركة حماس وربما استطاعت تقليص قدرات الحركة العسكرية إلا أنها لم تنهِ وجودها فهى ما زالت تقاوم رغم قلة الإمكانات العسكرية، والهدف الثاني انصب على تحرير الأسرى الإسرائيليين لدى حماس وهي لم تستطع ذلك، كل العمليات العسكرية لم تؤدِ إلاّ إلى إخراج عدد من المُختطفين لا يتجاوز عدد أصابع اليد، لم تنجح إسرائيل إلاّ بالتدمير والإبادة الجماعية وها هم قيادات إسرائيل وعلى رأسهم رئيس الوزراء مُطلوبون للعدالة الدولية كمُجرمي حرب، وسيأتي يوم يتحقق به ذلك.

إن قرار وقف إطلاق النار وعملية التسوية التي صيغت في قطر، وبالتعاون مع الولايات المتحدة وجمهورية مصر العربية جاءت على ثلاث مراحل؛ أولى هذه المراحل مدتها 16 يوماً سيتم بها الافراج تدريجياً عن عدد من المخطوفين وعدد من الأسرى في السجون الإسرائيلية. وستقود الاتفاقية الى الانسحاب التدريجي من القطاع، بما فيه الحدود مع مصر، وخط نتساريم وربما تكون المرحلتان الثانية والثالثة نهائيتين، إلا إذا اتهمت إسرائيل حركة حماس بتعطيل الاتفاق والعودة من أجل كسب ود المتطرفين اليهود، هناك قرار من الحكومة الإسرائيلية بإجراءات أمني? مشددة في الضفة ورقابة أمنية واطلاق اليد لمحارية كل قوى المقاومة في الضفة، وهذا يعني ان العمليات الممنهجة ستتحول من القطاع الى الضفة وهذا ما يريده بن غفير وسموترش، اللذان يسعيان لاستمرار الحرب وإبادة الشعب الفلسطيني، وحقيقة الأمر بأن قطر لعبت دوراً سياسياً بارزاً في الوصول للاتفاق ويُضاف إلى ذلك الضغط القادم من دونالد ترامب الذي ارسل ممثله لقطر وإسرائيل وفرض الاتفاق الذي راوغ به نتنياهو من منتصف العام الماضي، وفي أمر ما بعد الحرب في القطاع هنا ستبدأ المشكلة إلا إذا حصل التوافق بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس على إدارة قطاع غزة، وهنا تأتي أهمية الدور العربي في عملية بناء الوفاق الفلسطيني من أجل المصالح الوطنية غير ان الأمر ليس محسوما لحد اللحظة..

ومن بنود الاتفاق وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية قبل ٤٨ ساعة من لحظة وقف اطلاق النار اليوم في الساعة الثالثة بعد الظهر حتى تتمكن حركة حماس من تحضير الأشخاص الثلاثة المُفرج عنهم في اليوم الأول.

ما يقلق هنا قرار الحكومة الجديد الذي اضيف على هامش الموافقة من قبل اليمين المتطرف ألا وهو اطلاق يد الجيش والأجهزة الأمنية في التحرك داخل الضفة الغربية والضغط على حركة الشعب الفلسطيني عموماً والتعامل مع كل جيوب المقاومة. ويقول رئيس الموساد إن الصفقة صحیحة أخلاقیاً، ومتى كانت الأبعاد الأخلاقية تحكم السلوك السياسي لقادة إسرائيل. ــ الراي

مواضيع قد تهمك