الأخبار

رمزي الغزوي : أين أحزمة الأمان الاجتماعي

رمزي الغزوي : أين أحزمة الأمان الاجتماعي
أخبارنا :  

لدى ربات البيوت الروسيات حيلة عظيمة للتقليل من حوادث تكسر كؤوس الشاي الزجاجية (الاستكانات) في برد الشتاء الصقيعي، كما يحدث عندنا في هذه الايام إذ تتعرض للكسر المباشر والتشقق السريع، بعد أن يصب فيها الشاي الساخن، لأنها لا تتحمل التمدد المفاجئ بالحرارة ولا تستوعبه.

فكتكتيك ذكي تعمد الروسيات إلى وضع معلقة معدنية صغيرة في كل كأس عند صب الشاي، وتكون المعلقة مصنوعة من الحديد أو النحاس أو الفضة، أو الذهب أحياناً، فهذه المعلقة تعمل كمصدات وقائية، تمتص بسرعة كبيرة حرارة الشاي العالية، وتقلل من سخونته، فتحمي بذلك الكأس من التمدد وتقيه كسرا حتمياً.

تختلف الملاعق المستخدمة في امتصاص الحرارة، تبعاً لمادة التي صنعت منها. فملاعق الحديد قد تفي بالغرض، لكنها ليست كملاعق الفضة الجيدة في امتصاص هذه الحرارة، ولكنها أيضاً ليست كملاعق الذهب الذي يبقى هو الأكثر موصلية، وباستطاعته كبح جماح الشاي المصبوب، وامتصاص حررته مهما كانت عالية.

في هذا الزمن الصعب بيوتنا ليست إلا كؤوساً ينصب فيها شلال الأسعار اللاهبة، ولهذا ستلاقي تكسراً سريعاً وستصبح بعد صبة أو صبتين هشيما تلمه المكانس وأفواه الحاويات. فهل من مصدات حقيقية تقينا هذا الغليان المسكوب فوق الرؤوس؟

لا نريد أحداً ينصحنا أن نكون كوؤساً خشبية أو إبلاستيكية أو فخارية لا نتأثر بتبعيات الازمة التي تشتد على أصحاب الدخل المحدود، ولكننا نحتاج إلى ملاعق، أقصد مصدات وقائية، علها تقينا الحرائق المسكوبة فينا.

بقية مقال رمزي الغزوي

أين أحزمة الأمان الاجتماعي

ندرك أن البيوت التي تحرك شايها بملاعق الذهب أو الفضة تستطيع أن تمتص هذه الأسعار الحارقة وتبعياتها، ولربما ستنجو من التكسر تحت وابل حرارتها الزاخرة، ولكن بيوتا أكثر وأكثر لا يملأ كأسها إلا الهواء؛ ولهذا ستتكسر كزجاج محرور.

المحزن أن كل أحزمة الأمان الاجتماعي لا تقي من تصادمات هذه الأزمة، أو ليست إلا ملاعق خشبية، لكنها لا تمتص شيئا في لهيب وجعنا.

لا نريد معالجات سطحية التي تعالج العرض، ولا تقترب من المرض، ما نريده الآن أن يكون لكل كأس ملعقة تمتص حرارة الأزمة المنهالة عليه؛ كي نحمي الرؤوس من تكسر حتمي. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك