محمد يونس العبادي : نتمنى الخير لسوريا
في الجارة سوريا تطورات متسارعة، وتغيير يعرب عن ذاته في كل مناحي حياتها العامة والسياسية، وحتى الاجتماعية مع بدء عودة ملايين اللاجئين إليها.
وحسب ما يأتي من مشاهد هناك فملامح الفرح بسقوط النظام ونشوة إزاحة ما لبث من هم على صدور السوريين تتبدى بوضوح، والحديث هناك عن الشأن العام، ومستقبل سوريا الدولة ما يزال في مهده، وهو أمر مفهوم قياسا بتسارع الأحداث خلال أيام.
في الأردن، نشارك السوريين فرحهم، كما نتقاسم همومهم، ونتفهم ما مروا به على مدار سنوات من تجربة لم تكن بالنسبة إليهم إلا فصلا يحمل مأساة كبيرة.
وقد كنا من أوائل الدول التي مدت يد الخير والغوث للسوريين، وفتحنا لهم بيوتنا وشاركناهم ما نملك من موارد إيمانا منا بالواجب في هذا البلد الكريم.
وقد أكدت الدولة احترام خيارات الشعب السوري، وأيضا والأهم في ظل ارتفاع وتيرة حديث القوى الإقليمية والدولية، هو وحدة سوريا وعودتها متعافية من كل ما مر بها.
من عمان صدرت أول المواقف العربية بضرورة احترام حقوق سوريا، وانطلقت أولى قوافل الإغاثة العربية إليها، في موقف مبدئي لدى الأردن بتقديم العون لكل شقيق، فكيف وهذا الشقيق هو جارك.
لقد تقاسمنا مع سوريا وعلى مدار سنوات طوال همومها، وما نقدمه اليوم لسوريا شعورا وعونا هو واجب متأصل في قيم دولتنا التي تأسست على قيم هاشمية حقة، تستقي من إرث واسع ومشترك وهو إرث الثورة العربية المشترك مواقفنا.
واليوم، نقف في الأردن مع السوريين وخياراتهم، وما يصبون إليه، ونتشارك معهم القلق والأمل بأن تعبر سوريا هذا التحول العميق بخير وسلام.
في هذا البلد العزيز بقيادته الهاشمية وسجايا أبنائه الطيبين، كنا وما زلنا وسنبقى إلى جانب الأشقاء، وما نشاهده من أمنيات الخير لسوريا هي أمنيات أردنية حقيقية، وهو ما نبذله واجب العروبة والجيرة.
اللحظة الراهنة في سوريا لها مخاوفها، خاصة أنها تأتي في خضم وجود قوى لا تريد لمنطقتنا وإنسانها أن ينعم بالاستقرار، وينشغل بمستقبل نأمل أن يكون خيرا لسوريا وفلسطين وغزة، وكل بلاد عربية. ــ الراي