د. طارق سامي خوري : الشعب والأرض… أساس البقاء والخلود.
إن قوة أي نظام سياسي أو اجتماعي لا تنبع فقط من القوانين أو المؤسسات، بل من العلاقة المتبادلة بين الشعب والنظام. فعندما يكون النظام ساهرًا على راحة شعبه، يعمل بجد لتأمين حياة كريمة، ويضع مصلحته فوق أي اعتبارات خارجية، سيجد في الشعب درعًا واقيًا وحليفًا لا يتزعزع. الوفاء لا يُزرع بالإجبار، بل ينمو حين يشعر المواطن بالعدالة والاحترام، حين يجد أن وطنه يحتويه ويوفر له ما يستحقه من حقوق وكرامة.
أما الاعتماد على الأجنبي، فهو سيف ذو حدين. الأجنبي، مهما بدا متحالفًا، لا ينظر إلا إلى مصلحته. هو براغماتي بطبعه، لا يهمه استقرار وطنك بقدر ما يهمه تحقيق مصالحه الاقتصادية أو السياسية. من يفرط في سيادته أو يبيع أرضه، يفتح الباب أمام أطماع لا حدود لها.
الأرض ليست مجرد مساحة جغرافية؛ هي كيان يمتزج فيه التاريخ بالحاضر والمستقبل. بلا أرض، لا كرامة ولا هوية. الارض فيها السماء وفيها الخلود. هي الجذر الذي يربطنا بأسلافنا والأفق الذي نبنيه لأجيالنا القادمة.
احفظوا أرضكم وصونوا أوطانكم، فهي موطن عزتكم. قاوموا من يسعى لتفتيت أوصالها أو تدمير تاريخها. لأن الأمم التي تنهض ليست تلك التي تستورد القوة من الخارج، بل تلك التي تبني قوتها من إرادة شعبها وتضحياته.
فالخيار واضح: إما وطن عزيز يستحق التضحيات، أو ضياع يتركنا بلا كرامة ولا مستقبل.
اللازمة: الوطن يكبر بالمحبة ويفنى بالبغضاء.
د. طارق سامي خوري