عائشة الرازم : أمين عمان ... تعال على الرصيف الأخضر

عائشة الخواجا الرازم :
اليوم وقد نالت الأشجار والبنى التحتية وملفات التخطيط وتجميل المدينة
الممتدة في عقول الأمناء كلهم والمهندسين ونوابهم العاملين على المشاريع
المبرمجة وطموحات المدينة !
واليوم وقد نالت العاصمة من اهتمام وهواجس
ورعاية أمين عمان في تحدياته ورؤيته أسوة بمن عبدوا الطرق وغرسوا فأكلنا
ونغرس فيأكلون !!! فإن الأخضر اليانع في العمل هو كل نتيجة حسنة الجوهر
والمظهر في العمل !! ومهما كان العمل وشأنه ونوعه يحتاج إلى رجل حالم متأمل
واضح الخطة ليل نهار ، تعلوه الهمة وبعد النظر المخترق للأحوال الخفية
فكيف بالحال المحيط والمرئي ؟؟
وقد رأيت أمين عمان شخصية الابن المتواضع
الخلوق والحالم ببناء عاصمة تطفو على قمر الضوء بالتجديد والتلميع
والتخطيط والتركيز التقني !! وأفرحني خطابه السليم الوديع بالكلمة المهذبة
والوعد ، حيث لمست الحلم الكامن بالتأمل للتخطيط في عينيه وعقله وقد أنطقه
الحلم على لسانه ، زاد فرحي أنه يحب أن تدعو له بالتوفيق والمقدرة على حمل
الأمانة فيقول لك بعد الدعاء له التوفيق آمين يا رب !! الله يسمع منك !!
ذاك
أمين يشبه ما قبله من أمناء بالخوف والحلم والسهر والحذر ، وسبحان الله
أنهم في عمان أمناء يعلو جباههم الشقاء والتحدي بسبب عظمة الأحمال
والمسؤوليات ! وكلهم يستجيبون لنداء الوطن سواء بالخطاب أم في منهج فتح
الأبواب.
من هذا المنطلق والديباجة الطويلة ، أتمنى على الأمين أن يرسل
ورشة من الأمانة لا تقل عن مائة عامل مختص بالزراعة والشجر وأرصفة الحجر
والسرو الباسق والعذاب الخارق ، وأشجار الترهل الحزين والتلوث الزراعي
المهين ، وعشرين سيارة ناقلة أغصان مقصوصة وسيارة مقصات للتقليم لحماية
أعناق الناس المفعوصة وعشرة مهندسين من طابور عمان الجميلة والبيئة ، ومائة
خبير ومختص بالمرور والأرصفة وأجساد الأبرياء ، وخمسين موظفا من جماعة
النماء والانتماء ..
والتوجه مثل احتفالي وطني( على السكت ) إلى دروب
وأرصفة العاصمة وتكون عبدون أولاً ( أم الأشجار العفريتية ) وأم الأشجار
العفوية المفرطة بالبشاعة والفزضى على أرصفة العز والدلال والثراء الفارغ
الذي لا يدفع صاحب البيت والقصر والفيلا لصيانة أشجاره الضخمة المتهدلة على
الطرق ، وتلك التي تمنع الناس متعة السير أو حتى الأمان بجانب و تحت ظلال
وحشية ما يزرعون ويهجرون بلا رقيب ولا حسيب ، وكأنهم حين يغرسون هذه
الأشجار يطلقون معها الحرية وأغنية حسيبك للزمن !
بالطبع وهذا مثبت بأن قانون الأخلاق عند مواطننا لم يعد رهانا على الإلتزام بما يخدم مصلحة الناس والبيئة والوطن .
واعتقد
أن هذا الموضوع لن يحرك عظام الكثيرين وقد يقول البعض : هذا أسهل وآخر ما
يجب أن يطرح على بساط البحث والرجاء في ظل تراكم القضايا الملحة .
ولكن
ماذا بأبنائنا ومواطننا والمشي بأمان على الأرصفة التي وجدت لأرجل المشاة
والأطفال الذين يتصارعون في الصباح للحصول على موقع لأقدامهم للذهاب إلى
المدارس أو الالتحاق بحافلاتهم !! بينما المركبات تتربص بهم وهم على الطرق
لا مكان لهم ، تصدمهم فروع الأشجار البشعة الضخمة وتضربهم خبط عشواء
فتدفعهم لتحاشي الاصطدام بجبال الشجر المتهدل بخطورة يحتل الدروب والأرصفة ،
والمتضخم بفوضى الإهمال والنسيان الخطر والبشع حد انعدام لمحات الإحساس
بالناس وحق العاصمة وحق الحال والجمال !!
أتمنى ذلك لإنقاذ الناس من
الدهس والتعرض للموت على جوانب الأرصفة التي تحتلها تلك البشاعات المفزعة
للنظر والبصر والأذرع التي تحاول اتقاء الغصون والفروع والجذوع عن الرأس
والكتفين ، والحقيقة أنها ظاهرة من اخطر الظواهر التي يغرسها أصحاب البيوت
الفخمة على حقوق الأمانة والشعب ، ولو تطلب الأمر للتشريع الذي يحرم على
السكان ترك تلك الأشجار تنمو على غاربها وهواها لكان الأمر أكثر انضباطاً
وتخويفاً لهؤلاء الأهالي المهملين والمنتفخين بالفوضى الضارة مباشرة للعين
والسلامة ، فتصبح الشجرة وحوض الشجرة وكرا للنفايات والتشوهات وعبئا خطرا
ملوثا لمشهد الوطن ، ومسببا للقتل للأبرياء وخاصة تلاميذ المدارس الذين
يضطرون لتحاشي هذه الأشجار غير المصانة والمعتدية على حرمة البصر وحرمة
الطريق والرصيف !! وحرمة الجمال في كل الأحوال ! ــ الدستور