فارس الحباشة : في اليوم العالمي للعربية.. هل هي لغة أهل الكهف؟
من نافل القول أن اللغة العربية ليست في خطر، وأن الدعوة لحمايتها ليست مبالغة ولا إفراطًا في الحرص.
للغات دورة بيولوجية، تولد وتكبر وتهرم، وتموت. كم لغة انقرضت؟ ولغات أخرى في طريقها إلى الانقراض.
لا بد أن نتعامل مع اللغة العربية في مسؤولية تاريخية، ومقاربة مكانتها بين اللغات الحية. اللغة العربية، لغة سماوية، ولغة القرآن الكريم، وقال عنها مستشرقون: إنها لغة رسولية.
قال أحمد شوقي عن العربية:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
في التاريخ، اللغة العربية استوعبت المعرفة والعلوم والفلسفة والآداب، الفكر والدين، وتحولت إلى هوية.
وحتى الغرباء والعجم، ومن دخلوا من بوابة الإسلام إلى الثقافة العربية، فقد هضمتهم اللغة العربية واستوعبت ثقافتهم فكرهم ومعرفتهم، وصهرتهم في بوتقتها اللسانية والفكرية.
اللغة العربية تدخل اليوم في محنة وأزمة كبرى. والدفاع عن العربية يبدأ بإصلاح وتطوير وتحديث اللغة.
نظريات النحو العربي التراثية جامدة، وأكثر ما تحتاج اليوم إلى مراجعة عصرية. وفي تعلم العربية ثمة صعوبات جمّة، ومصدرها ومنبعها النحو والمعاجم.
ولذا بات من التاريخي والحتمي لغويًا ضرورة إعادة النظر في النحو العربي وتحديثه وإصلاحه. والأطفال والمراهقون والناطقون غير العرب يواجهون مشقة وصعوبات بالغة في تعلم العربية.
وخصوصًا في الإملاء والتنميط اللفظي للكتابة الإيحائية في اللغة العربية.
قد تندثر وتنقرض اللغة العربية، وقد تتحول إلى لغة أهل الكهف.. وإحياء العربية من بوابة الإصلاح والتحديث كما هو حال أبجديات اللغات الحية من الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
الدفاع عن اللغة العربية لا يعني التقوقع والخوف من الإصلاح والتحديث اللغوي. ولا يعني القولبة والنمطية النحوية والمعجمية التراثية.. ولا يعني أن اللغة يُنزع عنها تاريخيتها وتطورها الحتمي.
العربية لغة لسان وعقل وقلب وعلم.. والخطر الحقيقي المحدق في العربية، ومع الأجيال الواعدة، أن تتحول العربية إلى لغة طريدة وغير فاعلة، ولغة لا تاريخية، وأن تصبح لغة غرائبية. ــ الراي