حمادة فراعنة يكتب : المفاوضات ما زالت عالقة

تتعارض مصلحة الرئيس الأميركي، مع مصلحة رئيس حكومة المستعمرة نتنياهو، بشأن وقف العدوان والحرب ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
الرئيس الأميركي، قدم للمستعمرة، كما الرؤساء الأميركيين السابقين كل ما تحتاجه، كي تبقى متفوقة عسكرياً وأمنياً، على البلدان العربية، خاصة بعد الضربات الموجعة التي وجهت إلى كل من: حركة حماس، حزب الله والجيش السوري، ولم يعد هناك أي طرف قادر على توجيه ضربات موجعة لقدرات المستعمرة، باستثناء ايران التي تخوض مفاوضات مع الاميركيين تحول دون التصادم مع الاسرائيليين، ولذلك يُطالب الرئيس الأميركي بوقف إطلاق النار على قطاع غزة لعدة أسباب:
أولاً لأنه ينظر إلى نتنياهو أنه أخفق وفشل في إطلاق سراح الأسرى بدون عملية تبادل، وأخفق وفشل في إنهاء المقاومة الفلسطينية وتصفيتها.
ثانياً له مصلحة في التوصل إلى تسويات للحروب أو الصدامات أو الاشبتاكات الساخنة، كما فعل في سوريا، واليمن، وأوكرانيا، وبين الهند وباكستان، ومبعوثيه مع حركة حماس.
ثالثاً حالة الحرج التي تسببها حرب نتنياهو غير الأخلاقية، غير الإنسانية، غير القانونية، التي أدت إلى تعاظم الاحتجاجات الأوروبية والأمريكية ضد المستعمرة، وتعاظم حركة التضامن واتساعها مع الفلسطينيين.
حركة حماس لها مصلحة في وقف إطلاق النار كي تحمي ما تبقى لديها من قدرات وقيادات، بعد سلسلة الاغتيالات والضربات التي وجهت لها، كما أن لها مصلحة كي تبقى شريكا في المشهد السياسي عبر المفاوضات مع الأميركيين، والتوصل إلى اتفاق معهم.
ولذلك لدى واشنطن، كما لدى حماس، مصلحة متبادلة في التوصل إلى اتفاقات لوقف إطلاق النار، فهو مكسب للطرفين، على عكس مصلحة نتنياهو وفريقه الائتلافي، في عدم وقف إطلاق النار، ومصلحتهم في مواصلة حربهم ضد الفلسطينيين، لأن وقف إطلاق النار، سيرفع درجة الإخفاق والفشل لديهم إلى درجة الهزيمة في معركتهم ضد الفلسطينيين، وسيذهب نتنياهو باتجاه تقديم تنازلات مهما بدت إجرائية لصالح الفلسطينيين.
حركة حماس وافقت على إطلاق سراح عشرة من الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق، وانسحاب إسرائيلي تدريجي من قطاع غزة، بدون إطلاق سراح أسرى فلسطينيين ثمناً لذلك، واستبدال الأسرى الفلسطينيين مقابل جثث قتلى إسرائيليين، وبذلك أوقعت نتنياهو وفريقه بحرج أمام الأميركيين، وأمام عائلات الأسرى الإسرائيليين ومن يتضامن معهم.
المعركة العسكرية على الأرض، وفي الميدان لم تحسم لصالح أي طرف في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فالإسرائيلي أخفق وفشل ولكنه لم يُهزم بعد، والفلسطيني صمد ولكنه لم ينتصر بعد، وقد انعكس ذلك على شكل المفاوضات ومضامينها وتعقيداتها، لتعارض المصالح والرؤى بين طرفي الصراع، وبقاء الفجوة بينهما بدون التوصل إلى تسوية واقعية موضوعية تُلبي مصالح الطرفين، طالما أن أيا منهما لم يُحقق الانتصار على عدوه وهزيمته. ــ الدستور