خلدون ذيب النعيي : هل سينجح الغرب في استحقاق تصريحاته عن غزة

مع توالي التصريحات الغربية الحالية وأقصد هنا الداعمين التقليديين لإسرائيل مثل واشنطن ولندن وباريس والتي تطالب حليفتهم بوقف عدوانها الدموي على اطفال ونساء غزة مع ادخال المساعدات للقطاع المنكوب فضلاً عن تلويح الأخيرتين بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، يتساءل هل ما يصرحون به هو ما يريدونه حقاً ام هو حلقة ضمن مسلسل إعطاء الوقت لمتطرفي تل ابيب لإنجاز مهمتهم الإجرامية، فضلاً عن الحرج الكبير الذي ألم بهم وخاصة امام شعوبهم والعالم بما يخص مبادئ حضارتهم التي تحطمت على مذبح غزة ويحاولون ترميمه بالتصاريح المتقطعة الخجولة.
لم يجانب الصواب كثيراً من منظري الغرب السياسيين والاعلاميين عندما اشاروا ان اهم ما ساهم في تشرذم التحالف الغربي المواجه لروسيا في اوكرانيا وتعزيز النفوذ الصيني في الشرق الاوسط وافريقيا مؤخراً هو السقوط الاخلاقي والسياسي المرعب للدول الغربية امام أفعال متطرفي اسرائيل في غزة والمنقولة على اثير الاعلام العالمي بكل أطيافه للرأي العام الغربي منه والعالمي، ومن هنا فقد كان لفقدان المصداقية فضلاً عن التوجه المباشر لبعض دول الاتحاد الأوروبي مثل ايرلندا واسبانيا والنرويج للادانة المباشرة المصحوبة بإجراءاته على ارض الواقع مثل عزمها على الاعتراف بالدولة الفلسطينية في هذا الانقسام الغربي، وبالتالي ساهمت غزة بدماء اطفالها ونسائها بالتأكيد على فشل الازدواجية الغربية التي تفغر فاهها في اوكرانيا وتلتزم صمت القبور امام مأساة غزة فضلاً عن دعمها السياسي والعسكري الهائل لعدوان اسرائيل المستمر على القطاع.
السؤال مرة أخرى هل سيرمم الغرب من خلال تصريحاته نفسه ويعيد الثقة لمبادئه التي نادى بها في الحرية وحقوق الانسان والديمقراطية ام لا يغدو الامر كونه سحابة صيف و»معاتبة العزال المحبيين» التي كشفها العالم عبر تاريخ المأسة الفلسطينية الممتدة لأكثر من قرن..؟، لم يعد الأمر بالنسبة لهذا الغرب كما كان في السابق في ابعاده السياسية والاعلامية والاستراتيجية الحالية ففقدان الثقة الجماهيرية الداخلية بسياسيه فضلاً عن تضعضع الدعاية الاعلامية الصهيونية الخاصة بشعب يريد جيرانه القاءه بالبحر والتلويح المستمر بعصا معاداة السامية لم تعد تبدي نفعاً عند الشباب الغربي، ويتوج هذا كله بما يجري حالياً من الانقسام الحاد في المجتمع الداخلي في دولة الاحتلال وأزمته العسكرية في استمرار عدوانه مع تخلف كثير من جنوده عن الخدمة في جيشه وأثار الحرب النفسية على هؤلاء الجنود.
المطلع على هذه التصريحات لن يتعب في استنتاج ان التلكؤ في استحقاقها سيعزز الفشل الغربي في سقوطه الاخلاقي والسياسي مع الانكشاف المتتالي لمبدأ «أدعي عليك وسيفي معك» والذي لم يعد ينطلي على أحد، القادم من الأيام القليلة سيكشف النتيجة التي ساهم الغرب بسكوته عن افعال اسرائيل فضلاً عن دعمها في أن تكون معروفة مسبقا .