الأخبار

المحامي الدكتور يوسف البشتاوي : استقلال برمش العين

المحامي الدكتور يوسف البشتاوي : استقلال برمش العين
أخبارنا :  

يكتب المرء عن الاستقلال لا لأنها كلمة تعني أن وطناً صار حرّاً. يكتب عنه لأنه وطن صار فيه المواطن مساوياً في الحقوق والواجبات من الجميع.

الكل سواسية في الحقوق والكل سواسية في الواجبات. بعد ان هشم الاستعمار هذه الفكرة فجعل من نفسه طبقة عليا تستطيع ان تفعل اي شيء من دون ان تحاسب. أو قل: طبقة لها كل الحقوق، ولا واجبات لها. في مقابل مواطنين لهم كل الواجبات من دون حقوق على الاطلاق. فجاء الاجداد وقالوا: لا.

لهذا نكتب عن الاستقلال.

المسألة أبعد من كرنفال وطني. وهو كذلك، ويحق له ان يكون كذلك. لكن وسط فوضى الوعي العام لاجيال تائهة غاب المعنى في فوضى المعرفة.

نحن أمام احتفال قضى فيه الهاشميون والأجداد عمرهم يعملون عليه. يحفرون الأرض من أجله. لهدف واحد: ان يمنحوا لأبنائهم واحفادهم حياة انسانية حرة. حرة وكريمة.

أراد الهاشميون أن يكون الاستقلال مشروع حياة، مليئاً بالعطاء والنهوض والسيادة المطلقة، فيما حمله الأردنيون مع قيادتهم الهاشمية رسالة خالدة على مدى تاريخهم المجيد، وترجموا الاستقلال مسيرة مباركة تكسرت فيها قيود الاستعمار وتعالت فيها صروح العلم والحضارة.

هذا هو الاستقلال. أرض كريمة يطأها انسان حر، يعيش فوق ترابها بكامل انسانيته. وهنا في ترابنا الوطني، فبكامل أردنيته. مواطن يدرك أن الاجيال الماضية التي صارعت الصعاب من اجل ان ينال أصحابها الكرامة، ونالوها استقلالاً؛ حقيق على الأردني أن يحافظ عليه برمش العين. وسط أجيال وليست فقط أردنية بل عالمية، صارت تنظر إلى الحياة من خلف شاشة. لهذا قد يتيه المعنى. ويضيع في زحام الفضاء الالكتروني الذي يعيشه كثيرون منا بلحمهم ودمهم..

 

 


مواضيع قد تهمك