د. طارق سامي خوري يكتب : عظّموا وطنكم بالوفاء لا بالثرثرة، وادعموا هيبته بعمل لا بكلام

في الأردن، مشهد مألوف يتكرر… ساسة، ومسؤولون، وكتّاب، وصحفيون… مشغولون ليل نهار بالدفاع عن "هيبة الوطن”.
لكن الحقيقة؟ هذا الدفاع المستمر ليس دليل قوة، بل علامة ضعف وتملّق.
من يرى وطنه مهددًا في كل لحظة، ويشعر أن عليه الدفاع عنه في كل مناسبة، هو من فقد الثقة بوطنه… أو بنفسه.
ومن يظن أن التطبيل والتهليل والكتابة المرتجفة تحفظ الأوطان، فهو واهم…
الوطن لا يحتاج أقلامًا تهزّ أذنابها، بل رجالًا يرفعون هامته بالفعل والعمل والتضحية.
من يحب وطنه بصدق، لا يتوسّل له الاحترام… بل يُجبر العالم على احترامه من خلال الإنتاج، والنزاهة، والإخلاص، والمواقف الصلبة.
عظّموا وطنكم بالوفاء لا بالثرثرة، وادعموا هيبته بعمل لا بكلام.
فالوطن لا يُحمى بالبيانات… بل برجالٍ لا يخونون، ولا يخافون، ولا يبيعون.
وكما قال الشهيد أنطون سعاده:
"لسنا بالذين عن حمل اللطمات عاجزين، بل نحملها ونسير.”
بهذا نثبت حبّنا الحقيقي للوطن… لا بالتصفيق في كل اتجاه، بل بالمضي في طريق العزة مهما كان مثقلًا بالجراح.
صباح الحق والخير والجمال
د. طـارق سـامي خـوري
15/5/2025