الأخبار

صالح الراشد يكتب : العالم "مقلوب" والحقيقة عند صُناع الموت

صالح الراشد يكتب : العالم مقلوب والحقيقة عند صُناع الموت
أخبارنا :  

صالح الراشد

"العالم محكوم بقوى غير مرئية"، جملة نسمعها كثيراً دون أدلة ظاهرة رغم أن ما يجري يثبت أن هناك تخطيط محكم لقيادة العالم صوب حافة الهاوية، فما يجري من تناغم بين القوى العالمية في شتى الدول والمنظمات التي تعمل على نشر الشذوذ كمقدمة وحرية المرأة ومحاربة الأديان السماوية ما هي إلا بداية لتدمير المجتمعات المحافظة وتحويلها إلى مجموعات غوغائية بلا قيم أو مبادىء، وهذا فعل صهيوني بامتياز بمساعدة أعوان متنوعين الشكل والغاية بغية جعل الجميع جزء من قطيع لا يدرك ما يجري حوله لضمان عدم استطاعة البشر على العيش بسلام، لتعمل هذه القوى الظلامية على اشعال الحروب في مناطق متعددة من العالم وفي أوقات متقاربة والزج بأكبر عدد من الجيوش فيها.

والغاية من هذه الفوضى لا يراها إلا من صنع الفوضى وجعلها تسير حسب مبتغاه، فالغالبية من مفكرين ومحللين ومضللين يشاهدون الصورة الصغيرة التي لا تمثل أي جزء من حقيقة الغاية، لتضيع الأهداف غير المرئية وسط حسابات قادة الجيوش والدول ويتم التعامل مع الهدف الخفي على أنها منتج طبيعي لما جرى في العالم، والأخطر هي مرحلة تحقيق الأهداف حيث يتم فرض حكومات ديكتاتورية قائمة على القهر والعنف لتحويل الشعوب إلى قطعان بشرية بلا رأي ولا فكر بعد إتمام عملية العبث بالمنظومات الاجتماعية، بفضل انتاج حركات ثورية تغيريه تعتقد الشعوب أنها على صواب لتنتج للشعوب أنظمة استبدادية جديدة لاستعبادهم بطريقة أعنف وأكثر دموية.

وفي العالم الحديث تعمل الأنظمة على إشعال حروب لا نهاية لها كما يجري في الحرب الروسية الأوكرانية والعدوان الصهيوني المستمر منذ عقود على غزة وسوريا ولبنان واليمن، والتهديد الكوري الشمالي لدول الجوار والمشاحنات الهندية الباكستانية، وتكون الشعوب وقود هذه الحروب فيما القيادات تتباهى بانتصارات لم تتحقق كونها ستجد نفسها مع أي توقف مرحلي للحروب وليس نهائي منشغلة بقضايا أشد خطورة على وجودها على كرسي الحكم، فتتزايد تهم الخيانات والمؤامرات وصولاً لغاية الضياع بجعل الجميع حيارى يبحثون عن الحقيقة فيصدمهم الواقع بعدة مشاهد مختلفة تجعل الحليم حيران، ليحاول الجميع ارتداء ثوب الطُهر بالتمترس للدفاع عن الأقليات والضعفاء كما يفعل الكيان الصهيوني مع المسألة الدرزية في سوريا بالعلن ولكنه سراً يبحث عن احتلال المزيد من الأراضي السورية.

وقد يظن البعض أن السلاح والدولار هما القوى الأعظم في الوقت الراهن، لكنهما قوتان محدودتان الخطورة دون القوة الحقيقية الرهيبة التي تدمر العقول والفكر وتُدخل الشعوب مرحلة الضياع وعدم القدرة على استقراء المشهد بصورته الحقيقية، ليكون الجهل سيد المشهد بفضل القوى الاعلامية التي تعمل على نشر الضباب ليس لمنع الاغلبية من معرفة الحقيقة فقط بل لصناعة طبقة شبه مثقفة، يدعون أنهم يملكون المعرفة ويتم الترويج لهم على أنهم خبراء ثقة ولكنهم يشكلون سداً منيعاً أمام كل من يسعى للوصول للمعرفة والحقيقية من البشر، ليكونوا مضللين من نوع فاخر، وكل هذا لاجل توفير الظروف لسيطرة مطلقة للصهيونية والماسونية على مقدرات الدول وشعوبها.


آخر الكلام:

تستغل الدول العميقة في الدول والعالم كل من يواجه فكرها بالمقاومة السلبية والمسلحة، فيرتقون بالارهابيين القابلين للتشكيل ويقتلون أصحاب الحق الشرفاء القادرين على مشاهدة الصورة الكاملة، مستفيدين من قوة الإعلام الكامنة في العمل على عدم تمكين الشعوب من الربط الصحيح بين الأحداث، لضمان عدم معرفة الحقائق الكارثية والتي تجعل الشعوب تتحرك بقوة.

مواضيع قد تهمك