كمال زكارنة يكتب : نهاية مروعة لـ"نتنياهو"!

كمال زكارنة.
اصبح رئيس حكومة الاحتلال المجرم نتنياهو،مقززا منفرا غير مرغوب به منبوذا معزولا ،لا يطاق اسرائيليا وامريكيا وعالميا.
من الواضح ان الادارة الامريكية ،وحتى الدولة العميقة في الولايات المتحدة ،وصلت الى قناعات وان لم تصل حتى الان الى المستوى المطلوب والحقيقي،بأن نتنياهو والكيان برمته،كيانا دمويا ونتنياهو يمثل اعلى درجات الاجرام والارهاب الدموي في هذا الكيان الغاصب المحتل،يظهر ذلك جليا من خلال اصرار النتن على مواصلة الابادة الجماعية في قطاع غزة للشهر العشرين على التوالي،في ظل عجزه عن تحقيق الاهداف الموضوعة للعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني ،وهي اهداف منها معلنة وبعضها غير معلن،حتى اصبح جيش الاحتلال لا يعلم لماذا يخوض هذه الحرب ،في ارض صارت محروقة ومدمرة بالكامل.
الرد الامريكي على الاجرام الاسرائيلي ،البطيء والمتأخر ،الذي نراه يتسلل في الظلام على استحياء ،اخذ يظهر الى العلن شيئا فشيئا ،في محاولة لازاحة الغطاء الامريكي عن الاجرام الاسرائيلي،لان امريكا هي التي تتبنى هذا الاجرام وتحميه وتدافع عنه وتغذيه،والعالم اجمع يعلم ويدرك بأن الولايات المتحدة هي صاحبة القول الفصل ،والقادرة على فعل كل ما يلزم من اجل وقف العدوان الاسرائيلي وانهاء الصراع في المنطقة .
خروج امريكا من تحت عباءة الاجرام والارهاب الاسرائيلي ،وانهاء احتضانها لهذا الارهاب، يتطلب تغييرا في السياسة الامريكية تجاه الشرق الاوسط ،وتغيير المواقف والسلوك الامريكي ايضا.
التصريحات التي اطلقها الرئيس الامريكي ترمب،والتي انتقد فيها بشكل مباشر نتنياهو،قبيل زيارته لثلاث دول عربية ،السعودية والامارات وقطر،لا يمكن ان تكون آنية واسترضائية للدول التي يزورها اليوم،فهو ليس بحاجة الى اعلانها لاسباب استرضائية،لانه يستطيع الحصول على كل ما يريد من استثمارات واموال بفضل العلاقات القوية والتحالف الامريكي التاريخي مع الدول الثلاث.
كما ان اطلاق سراح الاسير الاسرائيلي حامل الجنسية الامريكية عيدان الكسندر امس،ليس هدية مجانية للادارة الامريكية ،بل عمقت الفجوة بين ترمب ونتنياهو ،وحرضت الشارع الاسرائيلي ضده ،وزادت من عزلته ورفعت منسوب الضغوطات عليه ،وعززت موقف ترمب الضاغط عليه.
الامر المهم الاخر،بروز حالة من العداء والرفض لسياسة نتنياهو والكيان، في اهم مؤسسة امريكية تمثل الدولة العميقة ،وهي الكونغرس وخاصة الحزب الجمهوري الحليف الاستراتيجي والتاريخي والتقليدي للكيان،بسبب دموية واجرام الكيان، والكلفة الباهظة التي تتحملها امريكا بسببه،وهي كلفة غير ضرورية ولا مبررة ،لان الدول التي يعاديها الكيان حليفة استراتيجية للولايات المتحدة،يوازي ذلك توجها امريكيا اكثر ايجابية نحو العالم العربي.
نتنياهو كعادته، يحاول ان يلعب على كل الحبال،فهو من جانب يتبنى آراء سموتريتش وبن غفير في تصريحاته ولقاءاته الصحفية والحكومية ،ومن جانب ينفذ عمليا ما يطلبه ترمب عندما يكون جادا في طلبه،فقد ارسل النتن وفدا الى القاهرة للتفاوض على اتفاق صفقة التيبادل ،واهم بنود الاتفاق القادم ،هدنة مؤقتة لمدة سبعين يوما مقابل تبادل للاسرى ،ومن ثم التفاوض على وقف نهائي ودائم للعدوان على قطاع غزة ،وما يتبع ذلك من ادخال مساعدات واعادة اعمار وفتح المعابر وغير ذلك،وهذا مقابل الافراج عن الكسندر، الذي رفض مقابلة نتنياهو مما زاد من السخط الاسرائيلي والامريكي والعالمي، ضد المجرم المطلوب للمحاكم المحلية والعالمية بتهم الارهاب والاجرام ضد الشعب الفلسطيني والفساد.
زيارة ترمب للدول العربية الثلاث،تشكل فرصة تاريحية للعرب ،لاستخدام اوراقهم الكثيرة والقوية في العلاقات العربية الامريكية وتوظيفها للضغط على الرئيس الامريكي ،من اجل العمل على لجم الكيان ووقف عدوانه على الشعب الفلسطيني فورا ،والوصول الى حل نهائي للصراع العربي الاسرائيلي ،لان الادارة الامريكية هي الآمر الناهي في هذا الصراع.
نتنياهو الان كمن يتدرب على المشي فوق حبال السيرك،يترنح ويتمايل يمينا وشمالا ،قد يهوي ويسقط في اية لحظة،وان لم يتهاوى اليوم فان مصيره المحتوم الى مزبلة التاريخ قادم وآت لا محالة،لكن سقوطه سوف يكون مدويا ومروعا.