الأخبار

رشاد ابو داود : لماذا باكستان الآن ؟ (1 - 2)

رشاد ابو داود : لماذا باكستان الآن ؟ (1  2)
أخبارنا :  

عاشوا معنا

في الزرقاء إخوة متحابين

بعد حرب حزيران 1967 وقرب الجسر المؤدي الى المدخل الجنوبي لمدينة الزرقاء كنا نشاهد خياماً كثيرة يسكنها لاجئون. لم يكونوا فلسطينيين هذه المرة بل باكستانيون. اختاروا الجهة الغربية للسيل، عندما كان سيل تجري فيه المياه طيلة أيام السنة وفي الشتاء تفيض. وعلى طول السيل من الرصيفة وحتى السخنة وأبعد كانت تكثر المزروعات، خس وملفوف وزهرة وبتنجان وبندورة عدا عن النعنع والبقدونس، الجرجير لم نكن نعرفه فهو وافد جديد علينا.

معظم هؤلاء كانوا من عائلات الجنود الباكستانيين الذين شاركوا معنا في الحرب من منطلق الأخوة الإسلامية أو مهاجرين لسبب ما من بلادهم باحثين عن الرزق الحلال.

كسبوا رزقهم من خلال العمل في الزراعة والمهن اليدوية البسيطة مثل صناعة أكياس الورق ومادته الأولية بقايا أكياس الاسمنت بعد تنظيفها ثم قصها بأحجام مختلفة ولصقها بالعجين. يتجول فرد أو أفراد من الأسرة على محلات الخضار والدكاكين لبيعها.

اندمج هؤلاء بالمجتمع وخاصة الذين ولدوا هنا. أتقنوا اللغة العربية والتحقوا بالمدارس ولم نعد نفرق بينهم وبيننا. بل تزوج بعضهم من أهل البلد وزوجوا بناتهم لجيرانهم. درس أبناؤهم في المعاهد والجامعات. لم نكن نميز الزميل الماهر المرحوم زكي قربان رئيس قسم الانترنت في «الدستور « عن بقية الزملاء ولا شقيقه الذي عمل في نفس القسم بعد مغادرة زكي الى الإمارات ليعمل في نفس المجال. وقد تزوج شقيقه ابنة أحد زملائنا.

كانت لهجة زكي وأخيه نفس لهجتنا العمانية وكنت لا تفرق بينهما وبين أي أردني. ولا تعرف أنهما باكستانيان إلا بعد فترة طويلة. نفس الأسلوب ونفس المشاعر الوطنية ونفس الإحساس أن العدو الأول هو «إسرائيل» والأقصى مقدس لا الهيكل المزعوم.

مناسبة هذه الذكريات ما يجري الآن بين باكستان والهند حول مياه نهر السند وكشمير.

وإذا أردت أن تعرف السبب فتش عن الاستعمار البريطاني. «يتبع»

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك