الأخبار

فارس الحباشة : شكوى من مواطن أردني (هل من مجيب)؟

فارس الحباشة : شكوى من مواطن أردني (هل من مجيب)؟
أخبارنا :  

وصلتني رسالة من مواطن أردني مقيم في عمان.

وتاليًا نص الرسالة، وكما وردتني من مصدرها، دون رتوش ولا غيرها.

حضرة الصحفي فارس الحباشنة المحترم.

حضرات السادة المسؤولين المحترمين.

تحية طيبة وبعد..

أتقدم إليكم بهذه الشكوى بصفتي أحد المواطنين المقيمين في مدينة عمان، حيث باتت ظاهرة التلوث الصوتي من أبرز المشاكل اليومية التي تؤرق حياتنا وتمس أبسط حقوقنا التي كفلتها لنا الدولة، وفي مقدمتها الحق في الراحة والسكينة والعيش في بيئة آمنة وصحية. إنّ المواطن الأردني يقوم بدفع مختلف أشكال الضرائب والرسوم التي تفرضها الدولة دون استثناء، وهو ما يعني أنه شريك فعلي في بناء الوطن ويستحق أن يُكفل له الحد الأدنى من حقوقه الأساسية، وعلى رأسها الحق في بيئة سكنية هادئة وآمنة، لكن الواقع المؤلم يشير إلى تصاعد غير مسبوق في مظاهر التلوث الصوتي في أحياء العاصمة عمان، حتى بات الأمر يشكل عبئًا نفسيًا وصحيًا واجتماعيًا لا يمكن تجاهله.

إن أبرز مصادر هذا التلوث الصوتي الذي نعاني منه يوميًا تتمثل في فئة الباعة المتجولين الذين يستخدمون سماعات صوتية مزعجة بشكل كبير لبيع الفواكه والخضروات، وقد بات وجودهم كثيفًا ومتنقلًا بين الأحياء السكنية دون رادع قانوني أو تنظيمي، بالإضافة إلى سيارات جمع الخردة التي تطلق أصواتًا مزعجة طوال النهار دون مراعاة لراحة السكان، وكذلك سيارات بيع البوظة وسيارات توزيع الغاز التي تعتمد على موسيقى أو صفارات متكررة وبصوت عالٍ دون ضوابط واضحة. ولا يتوقف الأمر عند المركبات، بل يتعداه إلى مظاهر اجتماعية باتت تُمارس دون مراعاة للخصوصية السكنية، حيث تُقام حفلات الخطوبة والزفاف وحفلات الحناء وأعياد الميلاد وتخرج الأطفال من الروضة والمدارس والجامعات في قلب الأحياء السكنية، مستخدمين مكبرات الصوت وفرق «الدي جي»، بل وصل الأمر إلى فتح الشوارع للمواكب وإغلاق المداخل وافتعال الضوضاء بشكل جماعي دون ترخيص أو احترام للساكنين. ويُضاف إلى ذلك ما تقوم به المحلات التجارية من تشغيل مكبرات الصوت بأصوات مرتفعة للغاية في الأعياد الدينية كشهر رمضان أو الوقفات أو الأعياد الوطنية، أو حتى عند انخفاض حركة السوق. كما تنتشر في ساعات الليل مظاهر «التشحيط» وإطلاق زوامير السيارات الثقيلة، بالإضافة إلى مظاهر أخرى موسمية، مثل مواكب الاحتفالات الرياضية بفوز نادٍ معين مثل الوحدات أو الفيصلي أو ريال مدريد أو برشلونة، وكذلك مواكب الأفراح والناجحين في التوجيهي وخريجي الجامعات، وأخيرًا حفلات ومواكب مرشحي الانتخابات النيابية أو البلدية والفائزين فيها، والتي تحوّل أحياءنا إلى ساحات احتفالات صاخبة لعدة أيام. ولا نغفل كذلك عن معاناة السكان من لعب الأطفال في الشوارع، لعدم وجود ساحات مخصصة للعب، حيث يسبب هذا الأمر ضجيجًا مستمرًا قد يمتد لساعات طويلة، ويعرقل حركة السير، ويسبب أحيانًا حوادث مرورية.

إننا إذ نعرض أمامكم هذه المعاناة المستمرة، فإننا نناشدكم التدخل الفوري للحد من هذه الظاهرة عبر سنّ وتنفيذ قوانين صارمة تنظم استخدام مكبرات الصوت في الأماكن العامة والمركبات والمحال التجارية، وتحدد الأوقات المسموح بها لإقامة الاحتفالات داخل الأحياء السكنية، مع فرض رقابة حقيقية وتغليظ العقوبات على من يخالف التعليمات، بما يضمن الحفاظ على الأمن المجتمعي والسلم الأهلي وراحة المواطنين.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.

مواطن من سكان مدينة عمان.

مواضيع قد تهمك