برلمانيات عربيات يناقشن الأوضاع الإقليمية الراهنة في منتدى الفكر العربي

عمّان – ناقش عدد من البرلمانيات العربيات الأوضاع الإقليمية الراهنة، ودور المرأة البرلمانية في العالم العربي، ومعالجة النزاعات والتحديات الإقليمية وتعزيز الاستقرار، وتمكين المرأة في العمل البرلماني والسياسي، وآفاق العمل البرلماني المشترك بين البرلمانيات العربيات، وآليات التشبيك وفرص التنسيق، ورؤية البرلمانيات لقضايا الأمن الإنساني والتنمية.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمها منتدى الفكر العربي، حول "رؤية البرلمانيات العربيات تجاه القضايا الإقليمية الراهنة "، شاركت فيها المحامية دينا البشير، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، والدكتورة سماء سليمان، وكيل لجنة الشؤون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ المصري، والدكتورة خانزاد أحمد، الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة والتنمية في إقليم كردستان – العراق، وأدارتها الأستاذة كاثي الفراج.
وفي بداية الجلسة نقل الدكتور الصادق الفقيه، الأمين العام لمنتدى الفكر العربي في مستهل كلمته الترحيبية تحيات سموّ الأمير الحسن بن طلال، رئيس المنتدى وراعيه، للمشاركين والحضور، وأكد أن المنتدى يتسع للمبادرات العربية كافة، ولا سيما بما يتصل منها بقضايا الوطن العربي الأساسية، والمهمات القومية المشتركة.
وأشارت كاثي فراج خلال إدارتها للجلسة إلى أن ما تمر به منطقة الشرق الأوسط من تحولات مهمة وعميقة في البُنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية انعكس بشكل مباشر على القطاعات كافة وعلى رأسها تمثيل المرأة في مواقع صنع القرار، موضحةً أن هناك صعود ملحوظ للبرلمانيات العربيات ذوات التأثير والقدرة على المبادرة على الرغم من تفاوت التمثيل في المجالس التشريعية العربية.
وتناولت فراج التحديات التي تواجه المنطقة، مبينةً أن دور المرأة البرلمانية كفاعل سياسي وتشريعي لا يقتصر على الشأن المحلي فقط، بل يمتد إلى قضايا ذات أبعاد إقليمية ودولية، مؤكدةً أن الظروف اليوم تتطلب حضورًا قويًا وفاعلًا للبرلمانيات العربيات، وأن يسعى البرلمان بعمومه لوضع آمال الأمة العربية موضع التنفيذ، وأن يساهم في تعزيز سيادة القانون وتحقيق الاستقرار والأمن.
وتحدثت سماء سليمان عن التجربة المصرية في تمكين المرأة بالعمل البرلماني، موضحةً أن الحكومة المصرية أخذت خطوات جادة لدعم مشاركة المرأة بدءًا من التعديلات الدستورية التي ضمنت حصة للنساء في البرلمان بغرفتيه مجلس النواب ومجلس الشيوخ وصولاً إلى السياسات التي دعمت ترشح المرأة وتعيينها في مواقع متقدمة داخل مجلسي النواب والشيوخ.
ودعت سليمان إلى تأسيس رابطة للبرلمانيات العربيات لتكون منصة دائمة لتبادل الرؤى، وتنسيق المواقف، ومتابعة التطورات الإقليمية من منظور برلماني، والعمل بشكل جماعي على صياغة مبادرات مشتركة لتوسيع نطاق التشبيك الإقليمي، وتعزيز دور المرأة البرلمانية في القضايا الإقليمية، ولتمنحها الأدوات الكاملة للمساهمة في بناء عالم عربي أكثر استقرارًا وسلامًا.
وفي حديثها تناولت خانزاد أحمد التحديات التي تواجه المرأة داخل البرلمان، والأطر القانونية والسياسية الناظمة لمشاركتها، مبينةً ضرورة إضفاء الطابع المؤسسي لدعم المرأة، وتعزيز دور مؤسسات ذات العلاقة في دعم البرلمانيات، وزيادة تمثيل المرأة في اللجان النيابية، لا سيما اللجنة القانونية، والعمل على تشكيل تكتل نيابي نسوي فاعل يعكس وحدة الموقف ويعزز التأثير في ملفات الحقوق، والتنمية، والحماية الاجتماعية، والقانونية.
وأضافت خانزاد أحمد أن الموروث الاجتماعي لا يزال يشكل أحد أبرز العوائق أمام وصول النساء إلى مواقع صنع القرار، على الرغم من أن التغيرات العميقة والاضطرابات السياسية والتدهور الاقتصادي عملت على تعزيز دور المرأة داخل البرلمان، وأكدت ضرورة تعزيز التكافؤ بين الجنسين، والوعي بالنهج الحقوقي الديمقراطي للوصول إلى مستقبل آمن وبعيد عن الصراع.
وأشارت دينا البشير إلى أن التحديث السياسي في الأردن فرض واقعًا برلمانيًا جديدًا عزز مشاركة المرأة الأردنية في البرلمان، وتناولت في حديثها رؤية البرلمانيات العربيات لقضايا الأمن الإنساني والتنمية، ومساهمات المرأة في العمل البرلماني والتحديات التي تواجه البرلمانيات، مؤكدةً أن الوصول لحلول يستوجب تضافر جهود جميع الأطراف الفاعلة، بهدف تكوين علاقة تشاركية قائمة على الثقة والمسؤولية في تطوير العملية السياسية.
وتحدثت البشير حول دور البرلمانيات في معالجة النزاعات وتعزيز الاستقرار، وضرورة تفعيل الدبلوماسية البرلمانية النسائية في ظل النزاعات الإقليمية، وأهمية إدماج المرأة في مفاوضات السلام، وحول الأدوات والآليات التي تعزز التشبيك والتنسيق بين البرلمانيات في القضايا ذات الأولوية الإقليمية.
هذا، ويذكر أنه جرى نقاش موسع بين المتحدثين والحضور حول القضايا التي طُرحت.