الأخبار

محمد داودية يكتب : نشف دمي في الجزائر (2)

محمد داودية يكتب : نشف دمي في الجزائر (2)
أخبارنا :  

العظات من مسيرة الثورة الجزائرية لا تحصى، مهم جدًا جدًا، ان تعود قوى الشعب العربي الفلسطيني السياسية إلى الجزائر.
مهم الاطلاع مجددًا على ينابيع تلك الثورة، الشروط التي توفرت لانطلاقها، مسارها، انتكاساتها ونهوضها، شروط استمرارها القاسية الصعبة، وسائل التغلب على عقباتها، عوامل تحقيق النصر وانجاز الاستقلال بعد تقديم تضحيات بلغت مليونًا ونصف المليون شهيد.
كانت 130 سنة من التنكيل الفرنسي الرهيب.
كل المستعمرين وحوش سفاحون مرتكبو جرائم إبادة جماعية، لا فرق بين مستعمر قبل ألف سنة وقبل 100 سنة، وبين المستعمر الصهيوني اليوم، الذي أقام تمهيدًا لاعلان دولته، 250 مذبحة ومحرقة -هولوكوست، في فلسطين 48 وقطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
أحرق الإنجليز الثائرة الفرنسية الشابة جان دارك سنة 1431.
وفي سنة 1852 أقام الجيش الفرنسي محرقةً، سبقت المحرقة النازية ضد اليهود في الحرب العالمية الثانية، وأسست لها وألهمتها، هي محرقة الأغواط أو «هولوكوست الأغواط» حيث تمت إبادة أغلب سكان مدينة الأغواط بوابة الجنوب الجزائري وذلك بحرق الأسرى أحياء بعد تكبيلهم ووضعهم في أكياس، أو برمي السكان أحياء في الآبار !!
حدثتنا مرشدتنا في «المتحف الوطني للمجاهد» فاطمة، كريمة المجاهد أعوين محمد (1941- ) ابن قبائل تيزي وزو، عن النسوة الجزائريات المناضلات اللواتي قادت بعضهن الثورات التمهيدية للثورة الجزائرية العظمى، مثل لالة فاطمة نسومر - فاطمة سيد أحمد، ابنة مدينة ورجة (1830-1863).
وعن إعجاب الرسام العالمي بابلو بيكاسو بصلابة وشجاعة المناضلة الجزائرية جميلة بوباشا فرسمها في بورتريه خالد سنة 1962.
وحدثتنا عن المناضلتين جميلة بوحيرد وجميلة بوعزة زارعة القنابل.
ويتذكر أبناء جيل الستينيات والسبعينيات الفيلم المصري الملهِم «جميلة»، الذي كتب قصته يوسف السباعي ونجيب محفوظ، وأخرجه يوسف شاهين عام 1958، ومثلت فيه ماجدة شخصية جميلة بوحيرد، بمشاركة أحمد مظهر وصلاح ذو الفقار ورشدي أباظة.
قاوم الجزائريون فرنسا وقدموا التضحيات على طريق التحرير، حتى أرغموا الاحتلال الفرنسي على الجلاء.
لم يستسلم الجزائريون، في حين ان فرنسا جثت على ركبتيها في حزيران 1940، واستسلمت للنازية استسلامًا مُذلًا مهينًا.ــ الدستور

مواضيع قد تهمك