محمد حسن التل يكتب : صفقوا لإيران واتركوا لنا اللطم!!

من يصدق أن الحوثيين توصلوا إلى اتفاق مع أميركا لوقف الضربات على اليمن مقابل توقفهم عن استهداف السفن في البحر الأحمر بهذه السرعة ودون مقدمات معلنة؟! لوحدهم ، من لا يصدق أن إيران هي صاحبة القرار بهذا الاتفاق ، وهذا إثبات جديد على أن الفوضى التي تعصف في المنطقة طرفاها الرئيسان إيران وإسرائيل والنايسترو أمريكي ، وما تم الاتفاق عليه قبل يومين حول اليمن هو أحد أوراق ملف المفاوضات بين واشنطن وطهران حول القضايا العالقة بين الطرفين على طريق إتمام الصفقة الكاملة بينهما والتي أحد بنودها إنهاء نفوذ إيران في المنطقة والتوصل إلى فهم مشترك لمصالح كل طرف منهما ، وبات من غير المستبعد أن يفاجيء العالم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بإعلان الاتفاق مع إيران كما فعل بإعلان الاتفاق مع الحوثيين .
إيران استطاعت عبر نفوذها في عدد من الدول العربية والضغط من خلال تواجدها في هذه الدول لسنوات طويلة من منطلق طائفي أن تحقق ما تريد ، واستخدمت الأرض والدماء العربية على طريق تحقيق مصالحها مع الغرب ، وقد تخلت عن حلفائها في لبنان وسوريا وغزة واليمن وأثبتت مجرى الأحداث أن كل الشعارات التي رفعتها طهران منذ عقود طويلة كانت فقط لتعبيد طريقها نحو فتح الآفاق مع الغرب ، وجعل نفسها قوة فاعلة ومسيطرة في المنطقة .
في علم السياسة كل شيء ممكن ، في سبيل تحقيق الدول لمصالحها وأهدافها ، وإيران شرعت بهذه السياسه واستباحت أراض عربية ولم تجد من يصدها سواء في سوريا التي حررت نفسها من القيد الإيراني مؤخرا أو لبنان واليمن ، والعراق الذي بدأ يتململ في وجه إيران وصدها عن التدخل في شؤونه ، وكان استخدام إيران للطائفية والمذهبية هو الطريق الأسهل للوصول إلى أهدافها السياسية من خلال إثارة الطائفية والمذهبية في الدول العربية الأمر الذي سبب صداعا وإرباكا للعديد من هذه الدول وعرضها لتحديات خطرة، ومن المفارقة أن كل هذا العبث الإيراني حدث أمام نظر الدول الغربية التي أشبعتنا تهديدات لم تتوقف لطهران لتكف عن عبثها في المنطقة ولكن بات من المرجح كانت خلف الكواليس تناغم إيران وتغض الطرف عن تفلت الأخيرة من قيود المقاطعة الإقتصادية في كثير من الأحيان مما مكن طهران من التحرك بحرية في مناطق كثيرة في العالم الأمر الذي حررها من قيود المقاطعة إلى حد كبير ..
المتتبع لمسيرة العلاقة الإيرانية مع الغرب خصوصا الولايات المتحدة ومدى مرونة طهران في أي مفاوضات على إختلاف الزمان والمكان يجد أن من غير المستبعد أن يأتي يوم تبرر لنفسها التطبيع مع إسرائيل وتلعق شعار "الموت لإسرائيل" فالمفاوضات الجارية حاليا من الأرجح أنها لترتيب جميع الأوراق وليست فقط من أجل الملف النووي ذلك أن مصلحة إسرائيل حاضرة في كل خطوة أمريكية في المنطقة..
المهم في كل مسلك إيران أثناء " صراعها " مع الغرب كانت أوراقها عربية مكتوبة بدم عربي فصفقوا لها واتركوا لنا اللطم!!