بلال حسن التل : على مكتب دولة الرئيس 7 الإعلام... قضية أمن وطني

بلال حسن التل :
تناولت في فبي الستة مقالات السابقة بعض المشاكل التي يعاني منها الإعلام الأردني والتي حولته إلى مشكلة مزمنة للدولة الأردنية, وفي هذا المقال سأتحدث عن بعض الحلول لهذه المشاكل. إن توفرت الارادة للحل، واظنها غير متوفرة او مستلبة، بدليل ان كل أركان الدولة الاردنية يشتكون منذ عقود من واقع الإعلام الاردني ويطالبون بإعادة تنظمه وضبطه وحل مشاكله، ومع ذلك فان الأمور تزداد سؤ وفلتانا؟! . فاذا لم يستطيع صناع القرار في الدولة حل المشكلة فمن يحلها؟.
اذا توفرت الإرادة الوطنية الاردنية لحل مشاكل الإعلام الأردني، و لبناء إعلام أردني منتمي للدولة الاردنية، ليكون مكوانا اساسيا من مكونات قوتها الناعمة، لابد من التعامل مع الإعلام على أنه مسألة أمن وطني لها طابعها وخصوصيتها الاردنية، ويجب ان تعالج وفق رؤية وطنية اردنية، نابعة من تجربتنا الوطنية، مراعية لواقعنا الاردني قبل كل شيء. ومن زاوية أن مهمة الإعلام الرئيسية هي التعبير عن عقل الدولة الاردنية. وهذا يتم من خلال:
• تحديد موقع الإعلام في منظومة الدولة الأردنية, ومن ثم دوره في خدمة هذه المنظومة.
• بناء الهوية الوطنية للإعلام الأردني من خلال بناء العقيدة الإعلامية الوطنية المؤمنة بـ
- الاردن وطن نهائي لا يقبل القسمة ولا الشراكة
• اعتبار مايلي من المحرمات في العقيدة الاعلامية الوطنية
- الاساءة لصورة الوطن وسمعته
- الإساءة لقيادة الوطن وسمعتها
- بناء الشعبية من خلال السخرية من منجزات الوطن ورجالاته ومؤسساته
- نشر أية مواد تنم عن حسد او حقد نحو الوطن ومنجزاته ومؤسساته ورجالاته
- التخلي عن الموضوعية والدقة في التعاطي الاعلامي.
تنبع أهمية بناء العقيدة الإعلامية الوطنية من العلاقة الوثيقة بين مواصفات ودور الجندي في القوات المسلحة وبين دور وموصفات الجندي في الإعلام, بل إن دور الجندي في الإعلام يتقدم أحياناً على دور الجندي في القوات المسلحة, لأن الجندي في الإعلام يبني الروح المعنوية, ويهيئ الناس لقبول القرارات ونتائجها, ودوره شبيه بدور سلاح الهندسة من حيث تمهيد الميدان, وبدون العقيدة يتحول الإعلامي إلى مندوب تسويق وعلاقات عامة, لذلك فإن بناء العقيدة الإعلامية أمرا في غاية الأهمية والخطورة, وهذه العقيدة غابت عن الإعلام الأردني منذ زمن طويل فصار إعلام الاردني بلا هوية ولا هدف, بل لعل الكثيرين من العاملين فيه لا يؤمنون بالدولة الاردنية ورسالتها. فالإعلام الأردني يعاني من ضعف الإنتماء والولاء للدولة والوطن الاردني. لدى شريحة من العاملين فيه, لذلك لاغرابة في أن يتسابق الكثيرون من العاملين في أجهزة الإعلام الأردني الى جلد الوطن, وإبراز العيوب والسلبيات, كلما لاحت لهم الفرصة, وهذا الإبراز للسلبيات ليس بهدف معالجتها بل بهدف هز الثقة بالدولة وبيان جوانب التقصير في أدائها وغالباً مايتم ذلك بأسلوب تحريضي.