الأخبار

د محمد كامل القرعان : الملك" في واشنطن.. صوت العقل والعدالة في زمن الحرب

د محمد كامل القرعان : الملك في واشنطن.. صوت العقل والعدالة في زمن الحرب
أخبارنا :  

في وقت يعلو فيه صوت السلاح على صوت الإنسانية، كان صوت الأردن حاضرًا بقوة على طاولة السياسة الدولية، حاملاً رسالة سلامٍ وعدلٍ من ملكٍ لم يتخلّ يوماً عن قضايا أمته. فقد أكد جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال لقائه بوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في واشنطن، ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، داعيًا إلى استئناف دخول المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط.

لم يكن حديث الملك تقليديًا أو دبلوماسيًا باهتًا، بل كان موقفًا أخلاقيًا حاسمًا ينبع من ضمير الأمة. إذ شدد جلالته على أن ما يجري في غزة لم يعد يُحتمل، وأن الصمت الدولي لم يعد مبررًا أمام مشاهد الدمار والمعاناة اليومية التي يتعرض لها أكثر من مليوني إنسان محاصر.

وفيما تزداد حدة التصعيد في الضفة الغربية، كان الملك صريحًا في تحذيره من خطورة الإجراءات الأحادية التي تنتهجها سلطات الاحتلال، سواء من خلال التوسع الاستيطاني أو اقتحام المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. وأكد أن القدس ليست مجرد مدينة، بل قلب الصراع وجوهر السلام، وأن المساس بمقدساتها هو اعتداء على الهوية، وعلى روح التعايش التي طالما دعا لها الأردن.

وأكد جلالته أن لا حلّ دائمًا للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي دون العودة إلى مرجعية حل الدولتين، التي تضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك الطريق الوحيد نحو أمن حقيقي وسلام عادل.

اللقاء الذي جرى في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة، عكس متانة العلاقات بين البلدين، وناقش سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات، إلى جانب ملفات إقليمية أخرى، وعلى رأسها الملف السوري، حيث أكد الملك ضرورة دعم مسارات الحل السياسي وتحقيق الاستقرار في سوريا والمنطقة.

من جهته، نشر الوزير الأميركي ماركو روبيو تغريدة على منصة "إكس"، كتب فيها: "في اجتماعي مع جلالة الملك عبدالله، ناقشنا الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وأقدّر شراكته في التصدي للتحديات المشتركة".

إن صوت الملك عبدالله الثاني في المحافل الدولية لم يعد صوتًا أردنيًا فحسب، بل صوت الضمير العربي، وموقف قائدٍ يرى أن السلام ليس خيار الضعفاء، بل شجاعة الأقوياء في وجه الفوضى، وإرادة من لا يريد للإنسان أن يُدهس تحت ركام السياسة.

بهذه الرسالة، يواصل الأردن دوره التاريخي، حارسًا للقدس، ومدافعًا عن حقوق الشعب الفلسطيني، ومناصرًا للسلام العادل في منطقة أنهكتها الصراعات، لكن ما تزال تحتفظ ببريق الأمل. ــ الراي

مواضيع قد تهمك