محمد داودية يكتب : سلاح المقاومة (5)

عندما يكون العربي الممرور المحرور في الجزائر، تخيم عليه مناخات الأمل، وتهب عليه رياح الحرية.
هنا يدحض العربيُ، في هذا الحمى العربي الثوري الحر الحار، تهمةً ظلت "تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد" وهي ان الفشل والعربي شقيقان سياميان متلازمان !!
قلت في كلمة الأردن في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي بالجزائر مساء السبت:
"تحية إلى الجزائر التي تمثل مسيرتها التحررية، البرهان الناصع الجلي، على أن الضم والاحتلال الفرنسي للجزائر، لم يكن قَدرًا، بل كان قابلًا للكسر والإلتواء والهزيمة والجلاء، وأن الاحتلال الإسرائيلي ليس قَدَرًا، ولكن ثمة شروط".
المؤلم اننا نحشر أنفسنا كعرب، في صدع التصنيف الخطير، وهو ان حال الأمة مزرٍ منهار ميؤوس منه !!
وفي الواقع، ان أمتنا العربية اليوم، في وضع أقل ضعفًا مما كان، حين إعلان دولة الكيان الإسرائيلي سنة 1948.
آنذاك كانت أقطار أمتنا، تحت الاحتلال أو الانتداب أو الوصاية !!
وكانت الجزائر تحت الضم الفرنسي الذي هو أخطر من الاحتلال.
اليوم ثمة خراب وأعطاب يعتريان الأمة العربية، لكنهما ليسا كخراب فترة أربعينات وخمسينات القرن الماضي.
ورغم تشظي قيادة الشعب العربي الفلسطيني وإنقسامها وكثرة الفصائل والفسائل السياسية والعسكرية الصورية والإعلامية والورقية (14 فصيلا من غير زُغرة)، إلا أن الشعب العربي الفلسطيني ظل يتواقى على آماله (ولا أقول أحلامه) في الحرية والنصر والاستقلال، وظل يقدم أفدح التضحيات منذ عشرات العقود.
انتصر الشعب الجزائري على فرنسا، التي وعدته بالجلاء والاستقلال ان هو قاتل معها ضد الاحتلال النازي.
ولما مارست فرنسا (النور) الخداع، انتفض الشعب الجزائري بقيادة جبهة التحرير الوطني (ج.ت.و) التي وحدت قوى الشعب الجزائري وحققت النصر والحرية والاستقلال، بالتضحيات غير المسبوقة ولا الملحوقة.
كان للثورة الجزائرية جيش واحد، وراية واحدة، وقَسَم واحد.
كان لها قرار موحد واحد.
الجزائر اليوم تحقق نهضةً مرموقة وتقدمًا ملموسًا في مختلف المجالات، بفعل وفضل القيادة الحكيمة والشعب المجاهد المجد المنتج.
الرسالة التي توفرها تجربة الجزائر هي:
الوحدة الوطنية مفتاح الصمود وقهر الاحتلال وتحقيق النصر.
الاحتلال الإسرائيلي ليس قَدَرًا.