الأخبار

سميح المعايطة : ما بعد الاخوان.. الكوارث ليست قادمة

سميح المعايطة : ما بعد الاخوان.. الكوارث ليست قادمة
أخبارنا :  

في الداخل والخارج نسمع أسئلة عن مرحلة ما بعد الاخوان، والبعض يذهب في حديثه أو عاطفته إلى خيال سياسي وكأن الاردن سيذهب إلى المجهول بعد تنفيذ حظر الجماعة وخروجها من الحياة العامة، أو كأن مسار الدولة السياسي أو أمن هذا البلد سيكون في خطر أو تبعثر.

ويقول البعض إن الاخوان موجودون منذ أن أصبح الاردن مملكة، وكل هذا ليكون الاستنتاج ان الدولة لن تستطيع تحمل غياب الاخوان مثلما يفقد الإنسان جزءاً منه.

لكن الحقيقة التي تغيب عن البعض ان الاخوان تنظيم قدمت له الدولة الحكمة والمساحات للعمل، وأن الجماعة مجموعة من المواطنين استفادوا من مسار الدولة في تبني فكر الاحتواء وان الدولة في زمن المد القومي واليساري والفصائل كانوا أداة من أدوات الدولة في إدارة تلك المراحل وكانت تلك القوى تفسر جزءا من قوة الاخوان بالدلال الذي حظيت به الجماعة لأنها كانت أداة للدولة في مواجهتهم.

والإخوان عبر تاريخهم في الاردن ومنذ بداية الخمسينات وبعد نكبة ٤٨ وظهور الفصائل الفلسطينية لم يحملوا سلاحا ضد إسرائيل سواء في الاردن او الضفة او غزة، ولم يكن العمل العسكري على اجنداتهم باستثناء معسكر على هامش معسكرات حركة فتح في نهاية الستينات انتهى عمله مع تحول أجندة الفصائل من فلسطين إلى الاردن.

الاردن بعد تنفيذ حظر الاخوان اكثر استقراراً لان جماعة الاخوان منذ حوالي ثلاثين عاما تم اختطافها لاجندات تنظيم "شقيق" وتحولت إلى أداة لذلك التنظيم واصبحت تتعامل مع الاردن بفوقية وروح من يسعى للسيطرة وليس تنظيما اردنيا يعمل للإصلاح.

الاخوان ذهبوا بمستويات مختلفة إلى العسكرة والخلايا التنظيمية العسكرية أمنيا وماليا وعسكريا وفق اجندات من يحكم الجماعة، ورأيناهم في الشارع دون أي معالم اردنية يبايعون ويهتفون لتنظيمات مرجعيتها إيران وغيرها.

الاخوان لو استمروا في ذلك النهج سيصحو الاردنيون يوما على مسار لم نألفه في بلادنا منذ عشرات السنين بحجة نصرة فلسطين او اي مبرر؛ وتتغير معادلة الدولة إلى دولة ميليشيات وتصبح الدولة تحت رحمة سلاح يملك قراره أعداء الاردن.

الاردن بعد تنفيذ الحظر حافظ على معادلة قوة الدولة ومرجعيتها، وليس من واجب الدولة ان تبحث عن تنظيمات بديلة لاعضاء الجماعة والا يذهبون إلى التطرف، لأن الأصل ان المواطنين ملتزمون بالقانون ومن يريد عملاً سياسياً فهناك أحزاب تملأ الساحة، لكننا لسنا أمام خيارين؛ اما الاخوان او التطرف.

السؤال المنطقي ليس عن الاردن بعد تنفيذ الحظر بل عن جماعة فقدت بوصلتها وارتهنت لمصالح تنظيم شقيق لها فخسرت ما كان كل فروع الاخوان في العالم يحسدونها عليه إلى أن أصبحت عبئاً على أمن الاردن واستقراره. ــ الراي

مواضيع قد تهمك