الأخبار

أ. د. اخليف الطراونة : ما الذي يعنيه الكشف عن خلية تصنيع صواريخ داخل الأردن؟

أ. د. اخليف الطراونة : ما الذي يعنيه الكشف عن خلية تصنيع صواريخ داخل الأردن؟
أخبارنا :  

إن الإعلان عن تفكيك خلية إرهابية كانت تعمل منذ سنوات في صمت، وتخطط لتصنيع صواريخ وطائرات مسيّرة، وتخزين متفجرات شديدة الخطورة داخل مناطق مأهولة، ليس مجرد خبر أمني عابر، بل نقطة فاصلة تستدعي التوقف والتفكير.

ما كُشف اليوم يؤكد أن هناك من يراهن على زعزعة استقرار هذا البلد من الداخل، لا من خلال مواجهات مباشرة، بل عبر بناء قدرات عسكرية موازية، وتوظيف أدوات متقدمة، وشبكات مدرّبة، وتحرك محسوب طويل الأمد.

لم يكن الأمر نظرية مؤامرة، بل مشروعًا ممتدًا على مدى سنوات، امتلك أدوات تصنيع، وتمويلاً، وتحركات داخلية وخارجية. وإن تنجح الأجهزة الأمنية في رصده وإفشاله قبل أن يتحول إلى تهديد مباشر، فهو نجاح ينبغي أن يُقرأ بعمق، لا أن يُستقبل بالتصفيق فقط.

لكن الأهم هو إدراكنا أن مثل هذه الخلايا لا تبدأ بالمتفجرات، بل بالأفكار. فالتطرّف لا يظهر فجأة، بل يُزرع في لحظات الفراغ، والتشظي، والانغلاق. وهنا يبرز دور المجتمع: بالوعي، والرفض الصريح لكل خطاب تعبوي، والمطالبة الدائمة بمساحات نقاش حقيقية تمنع التطرّف من التسلل.

ما حدث اليوم يؤكد أن التهديد حقيقي، لكن فرصة المواجهة أيضًا حقيقية. والفرق تصنعه المجتمعات التي ترفض أن تكون بيئة خصبة للكراهية، أو حاضنة للإرهاب، أو غافلة عمّا يُحاك من حولها.

مواضيع قد تهمك