الأخبار

حمادة فراعنة : منع الكهرباء والمياه، منع الحياة عن شعب غزة

حمادة فراعنة : منع الكهرباء والمياه، منع الحياة عن شعب غزة
أخبارنا :  

لأن المستعمرة لا تملك القدرة أو الهدف المعلن المحدد الذي يمكن اصطياده لممارسة الحرب على قطاع غزة، فقد دمرت وقتلت ومارست كل أنواع الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، ضد الشعب الفلسطيني سواء في القطاع أو الضفة، ولم يعد أي هدف استراتيجي متوفر يمكن تحقيقه، فقد أخفقت في تحقيق أي هدف سياسي يمنحها الحضور أو الاحترام أو الإنجاز أو الانتصار، وفشلت في تحقيقه رغم القتل والإبادة لأكثر من خمسين الف شهيد فلسطيني، وجرحت وأصابت وعطلت أكثر من مئة ألف جريح وفاقد للأطراف، ودمرت بيوت المدنيين وجعلت غالبية أهالي قطاع غزة بلا مأوى، بلا ملابس، بلا أدوات للعيش الكريم، ومع ذلك صمد الفلسطينييون ولم يرفعوا الشارات البيضاء، أو علامات الخنوع والخضوع أو قبول التعايش مع قوات الاحتلال.
مضى الشق الأول من اتفاق وقف إطلاق النار بنجاح رغم المعيقات، وتتردد حكومة نتنياهو في مواصلة التنفيذ للاتفاق والانتقال للشق الثاني، وبسبب فشلها واخفاقها تلجأ مرة أخرى إلى الأدوات والأساليب والإجراءات غير القانونية، غير الشرعية، غير الإنسانية، أوقفت ضخ الكهرباء لقطاع غزة، وهي الأداة المستعملة لضخ الماء، لأن توقف الكهرباء يؤدي إلى وقف ضخ المياه، تسعين بالمئة من أهالي غزة لا تصلهم المياه الآن، يعني أن المستعمرة تفرض التجويع والعطش على المدنيين الفلسطينيينن، ضد الأهالي، ضد العائلات، ضد الأطفال، ضد النساء، ضد كبار السن، ممارسة هذه الوسائل بوقف الكهرباء ووقف ضخ المياه لجعل قطاع غزة غير صالح للحياة، هي وسائل تدميرية للحياة، بديلاً لوسائل الحرب وجزءاً منها، وتعبيراً عنها.
أي أن المستعمرة تمارس عمليات القتل للفلسطينيين في قطاع غزة، بأدوات ووسائل متعدد لدفع حركة المقاومة للرضوخ وعدم الصمود، عبر أدوات ضاغطة وإيجاد الفجوة، وخلق حالة التعارض في المصالح والمواقف والأولويات بين العمل المقاوم، وبين حاجات الناس لمتطلبات العيش والحياة.
ولكن على الرغم من الجرائم الفاقعة التي تمارسها المستعمرة ما زال العالم، أعمى، اطرش، ذليلا، دونيا، في تعامله ومواقفه وقراراته وإجراءاته مع السلوك الإجرامي ضد الفلسطينيين، بعض الاحتجاجات الأوروبية، من بريطانيا وفرنسا وايطاليا وغيرهم، ولكنها لا تصل لمستوى الفعل الإسرائيلي لردعه وايقافه عمد حده.
صحيح أن سلوك المستعمرة وممارساتها محمي من الولايات المتحدة، وتعمل على دعمها مباشرة بلا تردد، بسبب مواقف المسيحيين الانجيليين الصهاينة الداعمين لأسباب توراتية عينية متخلفة، وتكريس قدرات واشنطن لصالح المستعمرة، فتتمادى، ولا تجد لا المستعمرة ولا واشنطن من يقف ضدهما ويردعهما عن مواصلة التمادي في ممارسة القتل والتدمير من الأولى، وردع ممارسة الدعم من قبل الثانية.
شعب فلسطين يدفع أثماناً باهظة، وتضحيات غير محتملة، ولكنه يواصل العناد والصمود، بشكل مذهل، يدفع حتى عدوه ليقع في الحيرة وهذا ما يقوله كبار الضباط والمحايدين. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك