الأخبار

سميح المعايطة : الأردن ومعادلة الإقليم

سميح المعايطة : الأردن ومعادلة الإقليم
أخبارنا :  

لن يكون سهلاً قبول الخاسرين بتغيير في معادلة الإقليم وخروج المحور الإيراني من المعادلة الإقليمية وتهديد ما حصدته روسيا من الأزمة السورية من نفوذ بري على الأرض السورية وقاعدة بحرية على البحر الابيض المتوسط.

ويزيد من صعوبة الخسارة على الخاسرين ان المعسكر المضاد وهو عربي بالدرجة الأولى لم يضيع الوقت واستثمر الواقع بتغيير في المعادلة السياسية للبنان والسير نحو معادلة عسكرية جديدة عنوانها الدولة اللبنانية وليس حزب الله، واحتضان الحكم الجديد في سوريا عربيا من السعودية بثقلها ومن الاردن الدولة الجارة وعلاقة جيدة مع لبنان فضلا عن علاقة قوية مع قطر ودول أخرى.

هذه المعادلة الإقليمية الجديدة ستحتاج وقتاً وجهداً حتى تستقر خاصة أن الحكم الجديد في سوريا يواجه بقايا النظام السابق وايضاً قوى كانت معارضة للاسد، ويواجه تحديات تتعلق بالاقتصاد والمعادلة السورية الداخلية والأمن وبناء المؤسسات التي تحول الفصائل العسكرية التي أسقطت بشار الأسد إلى دولة ومؤسسات.

لا بديل أمام القوى التي كسبت الجولة وتخلصت من النفوذ الإيراني وفوقية نظام الأسد ورسمت معادلة جديدة للاقليم الا ان تقف في خندق واحد مع الحكم الجديد في سوريا، وحتى الدول التي كانت مترددة او لديها تحفظات على تاريخ هيئة تحرير الشام فانها ستجد نفسها منحازة لخيار دعم الدولة السورية الجديدة لان البديل لن يكون عودة نظام بشار الأسد بل الفوضى والتقسيم وربما حرب أهلية.

السؤال الأهم اليوم أمام العرب وتركيا وحتى أميركا وأوروبا هو كيف نحافظ على المعادلة الإقليمية من تهديد ذلك المعسكر الذي كان يبني نفوذه على بقاء بشار الأسد ويسعى إلى استعادة بعض ما كان ليس بعودة الأسد بل بإسقاط الحكم الجديد في سوريا. ــ الراي

مواضيع قد تهمك