الأخبار

علاء القرالة : الأردن ما قبل اللجوء السوري.. وما بعده

علاء القرالة : الأردن ما قبل اللجوء السوري.. وما بعده
أخبارنا :  

لم يكن الاردن قبل «استقبال اللاجئين السوريين» يعاني كل ما يعانيه الآن من «تحديات اقتصادية» وخدماتية تتفاقم يوما وراء يوم وسط تنصل «الجهات المانحة» من مسؤولياتها بمساعدتنا على تحمل الاعباء التي نتجت عن استضافتهم، فكيف كان الاردن اقتصاديا قبل استضافتهم وبعدها؟.. الارقام صادمة !.

تخيلوا ان بلدا ضعيف الامكانيات والموارد كما الاردن يستقبل ما يقارب 1.5 مليون لاجئ سوري مرة واحدة من دون سابق انذار، ومع ذلك فتح الاردن ابوابه على مصراعيها لهم ووفر لهم المكان والخدمات حتى انهم باتوا يقاسمون الاردنيين في كل شيء، اقتصادا وخدمات ووظائف وتعليما وصحة ومياها وكهرباء وغيرها مما تقدم الدولة لرعاياها.

الاردن تحمل وحده وعلى حساب ماليته العامة ما يقارب 22 مليار دولار ثمن استضافة السوريين في المملكة ما يعني ان ثلث مديونية المملكة، نتجت عن استضافتهم التي تراكمت على امتداد 13عاما والتي كانت تصرف على توفير البنية التحتية والخدمات كالتعليم والصحة والتشغيل والمياه والكهرباء التي نعاني اصلا من شحها وعدم توفر مصادرها.

عدد اللاجئين في الاردن تزايد بشكل لافت وغير منطقي، حيث ان «عدد مواليد» اللاجئين بلغ منذ لجوئهم ما يقارب 300 ألف مولود، وهذا العدد يعادل حجم محافظة متوسطة من محافظات الاردن؛ الامر الذي يعني ان حجم الاعباء تتزايد مع كل مولود يولد من اللاجئين يوميا.

المملكة وقبل وجود اللاجئين لم تكن مديونيتها تتجاوز 13 مليار دولار، وقبل اللاجئين لم يكن لدينا ازمة غرف صفية وازدحامات بالتعليم ولم تكن لدينا ازمة مساكن ولم تكن لدينا ازمة مياه ولا كهرباء ولم تكن مستشفياتنا تعاني الازدحامات ولم تكن معدلات البطالة تصل الى هذه النسب والتي كانت قبل مجىء للاجئين لا تتعدى 11%.

الاردن لم يضق ذرعا بعد باللاجئين، الا انه «ضاق ذرعا» من تنصل المجتمع الدولي من مسؤولياته الانسانية تجاه مساعدته الاردن ولو بتوفير المياه فقط ودعم المشاريع التي يسعى لإقامتها من اجل استيعاب هذا الطلب الكبير عليها جراء ارتفاع عدد السكان، فالذين عادوا لسوريا حتى الآن من اللاجئين لا يعادلون عشر من ولدوا منهم بالمملكة.

خلاصة القول، ترك عودة اللاجئين إلى وطنهم بعد انقضاء اسباب نزوحهم بسقوط النظام هناك يجب ألا أن يبقى اختيارا كما هو الان، وعلى الدولة وضع خطة استجابة معاكسة لعودتهم سريعا لوطنهم، فلم نعد نستطيع تحمل ما تحملناه سابقا على حسابنا وحساب الاجيال المقبلة..فلنبدا باعادتهم تدريجيا بشكل منظم لا خيار فيه على الاطلاق، والا لن يعودوا ابدا. ــ الراي

مواضيع قد تهمك