الأخبار

فارس الحباشة : الضفة الغربية والانفجار الحتمي

فارس الحباشة : الضفة الغربية والانفجار الحتمي
أخبارنا :  

في الضفة الغربية، وكما لو أن اسرائيل تستأنف حربها على غزة، تصعيد عسكري على كل مستويات المواجهة الوجودية، وهي بالنسبة للقضية الفلسطينية : اكون او لا أكون بالمعنى «الوجودي الشكسبيري» . وليست صدفة الحرب على المخيمات بالذات في الضفة الغربية من مخيم جنين الى طولكرم ونابلس.
ونتنياهو قال : إن « عملية جنين « ستكون بداية لحرب على إيران عام 2025. وكلام نتنياهو يعني أن جنين امثولة لتحطيم وابادة وحرق مقومات الحياة. وحتى يدب الذعر في ارجاء الضفة الغربية. وعلى غرار الابادة والعدوان في غزة، وكيف استطاعت اسرائيل محو مظاهر ومعاني الحياة في القطاع المنكوب والمحاصر.
وأصدر ترامب في الاسبوع الاول من عودته الى البيت الابيض مشروع قانون يحظر استخدام مصطلح الضفة الغربية في الوثائق الامريكية. واستبدالها بعبارة يهودا والسامرة، وهي تسمية توراتية. وسوف يلي هذه القرار اعلان امريكي بضم الضفة الغربية الى اسرائيل. ومن لا يلاحظ التماهي الايدولوجي والاستراتيجي بين ترامب ونتنياهو، فلا شك انه مصاب بعمى سياسي. وترامب قال علنا : انه سوف يحل عقدة الجغرافيا الاسرائيلية، واعلن عن خطة لتوسيع حدود ارض الميعاد بوصاية الهية. ومن الواضح أن ترامب يمسك الان الخريطة التي عرضها نتنياهو امام العالم في الامم المتحدة.
في رأس ترامب، أن الضفة الغربية جغرافية اسرائيلية، وغزة جغرافية اسرائيلية وامريكية. ولذا، عندما نتكلم عن دور ومبادرة امريكية، فلا ننصدم في الحقيقة، وكيف ينظر الامريكان الى المبادرات العربية، كيف يفترض أن نواجه الحقيقة الامريكية، والكلام العربي الفضفاض والضبابي عن حل الدولتين والخروج من عنق الزجاجة في حرب غزة والضفة الغربية، واين سوف تقام الدولة الفلسطينية، وحتى الإسرائيليين يسألون ايضا اين سوف تقام الدو لة الفلسطينية، والحقيقة ستكون صادمة أن رد نتنياهو بالاجابة؟
وفي توقيت الحرب على الضفة الغربية، اعلان لنتنياهو بان الحرب في فلسطين المحتلة والاقليم لن تنتهي.. وثمة عواقب داخلية اسرائيلية وخيمة، ويخشى نتنياهو من قرار وقف اطلاق النار، وان تطال مستقبل حكومته. كان من باب حسن النوايا، بوسعه انتظار نهاية المرحلة الاولى من اتفاق حرب غزة، وليستأنف الحرب والعدوان على الضفة الغربية.
وفي المرحلة الاولى انتقل التفاوض بين حماس والادارة الامريكية وبشكل مباشر.
وقد يفضي ذلك الى تفاعلات سياسية اسرائيلية داخلية. وهي بمثابة رسالة امريكية الى نتنياهو، واحكام الخناق امريكيا على مستقبل نتنياهو السياسي، وترامب يبدو أنه يجيد بمهارة عالية قطع الرؤوس، ورأينا ماذا فعل بالرئيس الاوكراني زيلينسكي. وقد يميل نتنياهو الى تحصين التحالفات مع بن غفير وسوتمريتش الى تفجير الضفة الغربية، ولكي يثبت في تجديد الحرب والعدوان على الضفة الغربية امام قواعده اليمينية المتطرفة تماسك حكومته وما وراء الحرب واهدافها الاستراتيجية الكبرى. وفي تل ابيب ليس هناك ما يمنع من اكمال التحقيق في مسألة 7 اكتوبر. وفي مدى تحمل نتنياهو المسؤولية السياسية عن الفشل في بداية الحرب.
ويسعى نتنياهو الى افشال وارباك اي طرق لمحاسبة مفترضة لحرب غزة، وربط ذلك بما يعلن ويروج عن نصر مطلق.
صحيفة «هارتس « نشرت في افتتاحيتها الاسبوع الماضي أن نتنياهو يريد تحويل الضفة الغربية الى اطلال.
مداهمات وقتل وعملية عسكرية تستهدف المدنيين، قتل جماعي وتهجير، وتطهير عرقي، وتهجير قسري حتمي الى الاردن او غيرها. انه مشروع يستهدف المخيم في الضفة الغربية.
يمهد لجغرافيا توراتية في الضفة، واقامة لمستوطنين متطرفين في يهودا والسامرة، واكتمال بناء مشروع يهودية الدولة. ومن بعد الضفة الغربية، فما الذي سوف يمنع اسرائيل أن تمد النار وتفتح ابواب الحجيم اينما وجد وعثرت على فلسطيني او عربي باي مكان في الاقليم.
انها كراهية التوراة اليهودية. وقد تجاوزت كل الحدود والتصورات. ولم يعد مستبعدا هدم المسجد الاقصى والقتل على الهوية الدينية، ولاكتمال الحلم الاسطوري اليهودي في فلسطين.
انها حتميات توراتية.. وتقويض لاي رهانات على القانون الدولي وحل الدولتين، ونهاية حتمية للسلطة الوطنية وموت تلقائي، وبحث عن بديل اقليمي لمن يقدم الدور الامني في الضفة لملاحقة الجماعات المسلحة. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك