الأخبار

عزت جرادات : في البيئة المدرسية الآمنة

عزت جرادات : في البيئة المدرسية الآمنة
أخبارنا :  

*يهمني دائما مما يُنشر عن التربية أو يكتب عن التربية محلياً وعالمياً، وذلك يهدف التعرّف على المنجزات أو التجارب التعليمية- التعلمية الإيجابية لدى الأسرة التعليمية الأردنية، واكتشف الإبداعات والتجارب لدى النظم التربوية المتميزة عالمياً ومحاولة تقديمها بما يمكن أن تعزز من خبرات المعلم الأردني.
*ولكن الخبر المؤلم، بل والأشد إيلاماً هو ما يتعلق بالطالب محمد الحميدي (11) عاماً، والذي كان ضحية التنمّر لدى أقرانه، ومأساة الأسرة التربوية الأردنية بكاملها، فهي قرْحّ لا مثيل له مسَّ المجتمع الأردني.
*وإذا ما اعتبر أن المسألة قيْد التحقيق القضائي وخضعت للتحقيق التربوي، وثمة إشارات واضحة إلى القصور في الأداء المدرسي بشكل خاص، فإن المشكلة تأخذ عنواناً جديداً وهو السلوك العدواني وبخاصة في المؤسسات التعليمية وقد تُصنّف الحادثة أعلى درجات التنمّر، والتي تستدعي أن يقف عندها التربويون قبل غيرهم، دراسة وتحليلا وتشخيصا، ومن ثمّ استراتيجية أو خطة وقائية، بلغة أبْسَط، ذلك أن البيئة المدرسية الآمنة، بكل ما تحمله من معانٍ، نفسية وإجتماعية وصحية، فرديا أو جماعياً، هي المتطلب الأساسي لنظام تربوي هادف وفعّال يحرص على الأداء المدرسي بكفاءة وفعالية وحيوية، ومن أخطر ما تتعرض له المؤسسة التعليمية هو السلوك العدواني لدى الطلبة، فهو متعدد الأبعاد، أسرياً ومجتمعياً ومدرسياً وتربوياً فهو محصلة لهذه الأطراف وأدوارها، وتظل المدرسة والعملية التربوية من أهمها، ومن أهم الوظائف المدرسية يأتي تعديل السلوك الفردي والإجتماعي في قمة الأولويات يتفق معظم التربويون على أن مفهوم الإدارة المدرسية الشامل والفعّال هو النمط الأمثل لتوفير متطلبات البيئة المدرسية الآمنة، كما أن المعلم هو العنصر الفاعل في تلك البيئة. فأدواره المتغيّرة تحدثت عنها معظ المصادر التربوية، المكتوبة وغير المكتوبة، لدرجة أنها أصبحت من أدبيات ثقافة المعلم الأردني بشكل خاص، فلا يمكن أن يغيب دوره الإرشادي والأبوي عن سلوكه التعليمي.
* لقد رفعت المدرسة الأردنية منذ عقود شعار السلوك الحواري بين الطلبة أنفسهم وبين المعلم وطلبته للتعبير عما يدور في خلد الطالب من أفكار إيجابية كانت أم سلبية، بهدف تصويب السلوك الطلابي، فردياً وجماعياً وتوجيهه نحو الإيجابية، وتعزيز مفهوم الإحترام المتبادل بين الطلبة أنفسهم، وبينهم وبين معلميهم.
*ومهما كانت الحوادث السلوكية السلبية، الفردية والجماعية، في المؤسسة التربوية الأساس، وهي المدرسة مهما كانت تلك الحوادث، فإن النظام التربوي، بختلف مكوّناته وفعالياته ووظائفه، معنيّ بالدرجة الأولى بتوفير جميع متطلبات البيئة المدرسية الآمنة.

مواضيع قد تهمك