فيصل الشبول يكتب : عـشيـة قمة الــقـــاهــــرة

ليس الرأي العام العربي، الذي خيَّبت آماله قممٌ عربيةٌ كثيرة، من ينتظر نتائج القمة العربية في القاهرة اليوم وآثارها المباشرة على مستقبل غزة والقضية الفلسطينية برمتها.
الولايات المتحدة والأوروبيون ينتظرون أيضًا.
تجمَّعت أوروبا على عجل، ساندت أوكرانيا، واقترحت ما لا يُغضب الإدارة الأميركية. بيانٌ أوروبيٌّ يعكس قدرًا من التماسك، والحذر أيضًا.
في القاهرة، أجواءٌ متفائلة بشيء من الحذر بشأن الخطة العربية حول غزة. ستكون خطةً عربيةً أصيلة، وليست بديلةً لأفكار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فلا تهجير، ولا بديل عن حل الدولتين.
لقاء القادة العرب غير الرسمي في الرياض قبل نحو عشرة أيام، والذي ضمَّ قادة الأردن ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي، أنتج عزمًا عربيًّا على المضي قدمًا في الخطة، رغم نصائح بالتريث.
أوروبا مهتمة بموقف عربيٍّ لمواجهة واحدةٍ من أخطر أزمات المنطقة، لأنها في موقف صعب هي الأخرى في مواجهة الحرب الروسية الأوكرانية، وموقف واشنطن من القضيتين. والعرب لا ينوون مناكفة الرئيس الأميركي، بل سيرسلون وفدًا لوضع الولايات المتحدة في تفاصيلها.
يرى العرب أنَّ مرحلة التعافي الأولى في قطاع غزة ستحتاج ستة أشهر، بعد ضمان وقف إطلاق النار، وأنَّ القطاع يحتاج إلى بناء مئتي ألف شقة سكنية وإصلاح ستين ألف شقة متضررة.
لن يكون التمويل معضلةً كبرى في حال ضمنت الولايات المتحدة وأوروبا ألَّا يدمِّر الاحتلال الإسرائيلي ما سيُبنى مرة أخرى.
بذل الأردن، بقيادة جلالة الملك، ومصر، والمملكة العربية السعودية، بالتشاور مع أشقاء عرب ومع الأشقاء الفلسطينيين، جهودًا حثيثة لإنجاز الخطة في القمة. ومن المهم كيف سينظر العالم إليها.
سيكون نتنياهو أول الرافضين، وسيحاول التأثير المسبق في موقف الإدارة الأميركية.
وستكون الخطة بلا معنى إن أصرَّ الأشقاء الفلسطينيون على الانشقاق، لأن لجنة إدارة القطاع ستكون فلسطينيةً فحسب. عليهم أن يجتمعوا على كلمة واحدة، ففلسطين أكبر من كل السلطات والفصائل.
قمة عربية في مواجهة أخطر مرحلة تمر بها القضية الفلسطينية، وأخطر تحولات في السياسة الدولية، وأخطر تدخلات إقليمية تعاني منها أمتنا.
ــ الدستور