الأخبار

صالح الراشد يكتب : ترامب صنع الضباب ولن يكون الخامس

صالح الراشد يكتب : ترامب صنع الضباب ولن يكون الخامس
أخبارنا :  

صالح الراشد :

يمسي ويصبح حُلماء العالم وهم في حيرة من أمرهم، فكل ما يجري ليس منطقياً وغير قابل للتصديق، وزاد من نسبة الحيرة تضارب الأخبار والعبث فيها وارتفاع نسبة الجرائم غير الإنسانية في الحروب بشتى صراعات العالم، ليكون الشعور العام بأننا نقطن في عالم مجنون لا يعرف أحد إلى أين يسير، كون من يصنعون سياسته مختفين عن الأنظار ومن نشاهدهم في العلن مجرد واجهات لا تقدم خطاباتهم الخادعة ولا تؤثر في مسيرة العالم الأعمى، كون البشرية بمجملها مجموعات من العميان لافتقادهم للبصيرة التي تُريهم الحق والعدل، فالأعمى أعمى البصيرة لا البصر، وتعظم الضبابية حين يقود أعمى عُميان.

وأكثرت الولايات المتحدة من العبث بالبشرية وصنعوا للبشر الضياع بسبب كثرة الأكاذيب التي يطلقها ساستهم حتى غطى العالم ضباب كثيف حجب الرؤيا عن الهدف الحقيقي لواشنطن، فمنذ أن تولى ترامب الحكم قبل ثلاثين يوماً وهو يُطلق التصريحات الإعلامية غير القابلة للتطبيق، ويدرك ترامب بأنها من المستحيلات لكنه يستمر في إطلاقها كونه بحاجة لغطاء كثيف لتمرير مخططاته التي ليس من بينها مصالح الكيان ولا إحلال السلام في الشرق الأوسط، كون أجواء اللاسلم واللاحرب والتطاول على غزة ولبنان يساعده في استنزاف المنطقة حتى آخر نقطة نفط، فيما صنع ضباب أعمى بصيرة الشعب الأمريكي الذي أصبح يرتعب من ارتفاع الأسعار والكساد بسبب قرارات ترامب بحق كندا والمكسيك وبنما.

ونشر الضباب في أوروبا بمحاولته استغلال أوكرانيا أو ترك القارة العجوز لتصبح لقمة سائغة للدب الروسي، لتشعر الدول الأوروبية بأنها دون القوات الأمريكية مكشوفة وعارية أمام القوة الروسية، ومعروف ومنذ تولي ترامب قيادة الولايات المتحدة فإنه يتعامل مع أوروبا كعدو وليس كصديق وبالذات في زمن كورونا، كون اليورو هو الخطر الأبرز على الدولار ولا يريد ترامب وجود أي منافس للقوة الأمريكية الأعظم المتمثلة بالدولار، ليبحث عن سلام بين روسيا وأوكرانيا بطعم الذل للقارة الأوروبية التي ستعاني اقتصادياً بسبب ارتفاع فاتورة التسليح العسكري لدول لن تجد حليف يدافع عن مصالحها، وبذلك يتحقق الهدف المطلوب بأوروبا محطمة اقتصادياً.

وخرجت الولايات المتحدة بقرارات ترامب من عديد المنظمات الدولية لتزداد التكهنات بإغلاقها، وهو أمر يُلحق الضرر بقوة ومكانة الأمم المتحدة التي قد يلحقها الدور أو تتجاوز بالأمر بالتحول من أمم متحدة إلى تابع كامل لواشنطن، وفي قضية غزة نصب نفسه صاحب القرار الأول والأخير وان أي خطة إعمار يجب أن يتم عرضها عليه لتنال موافقته، ووسط الضباب المتزايد يقدم ترامب رجلاً ويؤخر الأخرى مما يشير إلى أن الاحوال ستبقى على ما هي عليه، وبالتالي يكون السؤال ماذا يريد ترامب من العالم وليس ماذا تريد الولايات المتحدة كونها الدولة الأقوى القادرة على تجاوز الجميع، فيما ترامب يريد أن يصبح خامس من يملك العالم على طريقة الصالحين نبي الله سليمان وذو القرنين والكافرين بختنصر والنمرود، وجميعهم من المنطقة العربية وهذا ما يزيد من أمراض ترامب النفسية.

وبفضل الضباب الإعلامي الأمريكي وغموض السياسة الجديدة لفريق ترامب، فقد فهمت الدول الرسائل التي تريدها واشنطن، فأوروبا تيقنت أن الولايات المتحدة لن تُدافع عنها وعليها أن تتوحد بشكل شمولي وتضم روسيا إليها كحليف وشريك، والدول التي هددتها واشنطن بقطع المعونة عنها أو قطعتها بدأت تبحث عن مصادر جديدة لتتخلص من تبعية البيت الأبيض، وهذا يعني ظهور منظمات اقتصادية جديدة مبنية على الشراكة لحماية شعوب هذه الدول على طريقة "بريكس"، وأدركت المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية أنها مجرد دُمى عند واشنطن، يستخدمونها عن الحاجة للغطاء على جرائمهم ولتمرير عملية سلب الولايات المتحدة أو نهب دول أخرى وقتل شعوبها، فيما ستعيد كندا والمكسيك وبنما طرق تعاملهم مع واشنطن للحفاظ على مقدراتهم.


آخر الكلام:

لن يتمكن ترامب من السيطرة على العالم كما فعل من ملكوا العالم وسيبقى يعاني من حالته المرضية مثل كاليجولا قبل أن يغادر العالم ويجد نفسه في صفوف المهوسين بالإجرام وليس بمن ملكوا العالم بخيرهم وشرهم.

مواضيع قد تهمك