محمد يونس العبادي : الملك.. مصلحة بلادي أولاً
![محمد يونس العبادي : الملك.. مصلحة بلادي أولاً](/assets/2025-02-13/images/281135_1_1739419625.jpg)
وضع لقاء الملك عبدالله الثاني مع الرئيس ترمب النقاط على الحروف، في لحظة مفصلية، فالرد على طرح ترامب بتهجير سكان غزة سيكون عربياً، وبموقف جماعي.
فبعد نحو عامين من دوامة الحرب في المنطقة، وبعد هذا الطرح من ترامب، وضع الملك عبدالله الثاني العرب أمام مسؤولياتهم تجاه فلسطين، ووضع جميع الأطراف الدولية حتى أمام مسؤولياتهم، بتأكيد الملك على أن للأوربيين رأياً أيضاً.
وأن تقول لترمب إن هناك أطرافاً أخرى عربية وأوروبية لها تعليق ورد على خطة ترمب، فهذا ما يجب أن يصل إلى هذه الإدارة، خاصة وأن طروحاتها تتجاوز هذا الأمر بما تطرحه من صيغ تطال أنحاء العالم.
فمن غير المعقول أن يترك المجال لترامب أن يتعامل مع قضية تهجير سكان القطاع بشكل فردي ومع كل دولة عربية على حدة، أو حتى مع العرب وحدهم فهي قضية يعرف العالم حجمها ومقدار تأثيرها.
إن لقاء الملك عبدالله الثاني بترامب، في وقت تتحول فيه سياسة أقوى بلد بالعالم إلى شكل غير مألوف، وفي لحظة تشهد فيها أميركا إنتاج طراز غير مألوف من القادة، فالشجاعة أن تذكرها بأن هناك عالماً، وهناك قضايا لا يمكن أن تترك لرؤية أميركا وحدها.
ومن أراد الاستزادة فليرى تصريحات الأوروبيين الذين تعهدوا برد جماعي على أي خطط لترامب تتعلق بفرض رسوم على بضائعهم، أو حتى بمسألة الناتو وموقف ترامب من الشراكة معهم، أو ضم غرينلاند وكندا.
وبالمثل نحن في هذه المنطقة وحيال قضية معقدة في غزة، لا يمكن أن نترك المجال للذهاب فرادى في التصدي لطرح ترامب، إذ وضع الملك النقاط على الحروف بحكمة وهدوء، أن هناك موقفاً عربياً سيأتي به العرب لواشنطن.
فقضية تهجير سكان غزة، والرد على ترمب فيها يحتاج إلى رد عربي جماعي، حتى لا تترك كل دولة تتعامل مع هذا الطرح على انفراد.
وبين الأمس واليوم، يذكرنا لقاء الملك بترامب، وبهذه الشجاعة أن تذكره أن هناك أمة لها قواها ووجودها، ورسالتها.. بلقاء جده الملك المؤسس عبدالله الأول مع تشرشل عام 1921.. وحينها كانت بريطانيا تريد تقسيم العالم كما تريد، وتمنح كما تريد حينها وبشجاعة أيضا، انتزع الملك المؤسس استثناء الأردن من وعد بلفور.
آنذاك، وقف عبدالله الأول أمامه بتاريخه، ومكانته، وشرعيته، وحقق أماني الناس في هذا البلد.
واليوم أيضا، وقف الملك عبدالله الثاني أمام لحظة يتبدل فيها كل شيء بالعالم، ليقول لقوة عظمى إن مصلحة بلادي أولا.. كما قال جده مصلحة أمتي أولا.
وحينما يقول الملك عبدالله الثاني لترامب إن مصلحة بلادي أولا.. فهذا معناه أن مصلحة الأردن، هي من مصلحة فلسطين وحقوقها، فمن غير المعقول أن تتعارض أي مصلحة أردنية مع أي حق عربي. ــ الراي