د محمد العزة يكتب : فلحة والملك واللفتة الإنسانية
الحدث زيارة الملك إلى دير علا لتسليم 400 وحدة سكنية إلى مستحقيها من الأسر الفقيرة، ضمن مشروع المبادرات الملكية، الزيارة هي امتداد لجولات وزيارات جلالته التفقدية لأبناء شعبه الاردني الوفي وربعه وعشيرته الأردنية الواحدة سنده وعمقه ودعامة عرشه الهاشمي الحقيقية.
الملك لم ينتظر أن يأتيه أحد بمقص على المخدة المخملية ليقطع شريط افتتاح مجمع الوحدات السكنية، كما المعمول به أو المتعارف عليه في البروتوكولات الرسمية، بل كانت في انتظاره فلحة العلاقمة تلك الام الأردنية العفيفة الكريمة على بوابة وحدتها السكنية التي سلمها إياها الملك وانتظر ليطمئن عليها وتستقبله بيدين نحيلتين ضعيفتين وتعانقه وتطبع قبلة على جبينه وتهمس بأذنه (شكرا ابا الحسين ويرزقك هداة البال وستيرة الحال وبركة العيال ) وكيف لا وهو الذي زارها سابقا ووعدها بأنه سيعود ليزورها في بيتها معززة مكرمة هي وبناتها، وعندما بادرت إلى دعوته بالتفضل للدخول بادرها بدفعة رقيقة بيده ليقدمها أمامه ويقول لها : لا يجوز هذا بيتك، في رسالة ما انا إلا سندك وسند كل اردني في هذا الوطن الذي لأجله نذرني الحسين بن طلال رحمه الله تعالى لخدمته والحفاظ عليه وأمانة حملتها على كتفي.
لحظات عفوية وحركة تلقائية عاشها وأظهرها الملك تلك التي دارت أمام بيت فلحة هي الأقرب والأحب إلى نفسه، لا يظهرها في العادة وهو في ساحات المناورة العسكرية الميدانية حيث صرامة الملامح وعين الصقر الجارح الحمرا، بالرغم أنه بين اخوانه وابنائه من رفاق السلاح وحالة أخرى عندما يكون يتكلم من فوق المنابر السياسية وما يبديه من علامات الجدية الصريحة الجلية في الخطاب حيث الدقة في اللغة واستخدام المفردات والتعابير الواضحة، أما أمام فلحة لا يستطيع إلا أن يترك نفسه ويفجر الحجم الكبير والكم الهائل من المشاعر والعاطفة الجياشة الطبيعية المتدفقة من ينابيع الإنسانية النابعة من قلبه من اواسط أضلاعه الصلبة التي لا يمكن أن يمنع جريان أو سيلان تعابيرها من مجرى عينيه أو صميم وجدانه وضميره أو عبارات لسانه وإشارات الفرح والسرور دون تكلف أو تصنع أو غرور، ولا يظهرها الا صاحب خلق رفيع ونفس عظيمة متواضعه وفكر متسامح.
كل ما رسمناه أعلاه من صورة اللفتة الإنسانية عن لقاء الملك للسيدة فلحة يدعونا ويذكرنا بنهج ادارة الديوان الملكي الهاشمي الاردني العامر حاليا هذه الأيام ولا يمكن أن ننساه، الذي أشاع الدفء عبر سياسية الباب المفتوح وانتهج فتح قنوات الاتصال من خلال إقامة اللقاءات وإدارة النقاش السياسي والاجتماعي الثري مع شتى المشارب الفكرية والسياسة والاجتماعية الأردنية.
رئيس الديوان الملكي الأردني الهاشمي العامر معالي ابو حسن جسد وعكس الخصال الملكية والحرص على متابعة مبادراتها الإنسانية ولعل ما يلقاه المواطن من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال وتقديم الاهتمام ينم عن ذلك، الاجمل حسن المعاملة داخل الديوان من الاحترام والتقدير وبكل تواضع.
الديوان الملكي هو قلب وعقل الملك للاطلاع على أحوال شعبه ووطنه والحكومة هي ذراعه والشعب والاجهزة الأمنية سياجه وعينه التي تحرس -بعد عين الله- هذا الوطن ولا تنام.