الأخبار

صالح الراشد يكتب : "ترامب 25".. أهلاً بعالم الجنون

صالح الراشد يكتب : ترامب 25.. أهلاً بعالم الجنون
أخبارنا :  

صالح الراشد

وضع رئيس الولايات المتحدة ترامب العالم في دوامة فكرية مرعبة بمحاولتهم تحليل خطابه في يوم التنصيب، فمجموعة الأفكار التي طرحها حفيد ميكافيلي والذي ظهر كصورة مستنسخة بتطبيق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، لترتاع أوروبا من حديثه بين السطور وترتعب الدول الضعيفة من حديثه الصريح، فقد كان واضحاً بطريقة مقيتة حين حدد أن الولايات المتحدة أولاً وفي كل شيء، وبالتالي فأن العالم سيدور في فلكها ولا يحق لدولة أياً كانت رغباتها الخروج من هذا المدار تحت أي ظرف وبأي عملية حتى بتطبيق النظرية الذرية في فصل الإلكترونات وإنشاء تحالفات جديدة لن تكون مقبولة.

فترامب وخلال مقابلاته قبل التنصيب ويوم التنصيب يريد أن يقدم كل الدعم للكيان الصهيوني ويجعل منه سيداً للشرق الأوسط وفي ذات الوقت يعد غزة بمستقبل أفضل، ويُريد أن يحصل على ثروات العرب ويدعم الاقتصاد الأمريكي وبذات الوقت يريد منحهم الحماية الكاملة واحترام الذات، ويُريد تحجيم روسيا ومنعها من التنمر على أي دولة بشرط الاحتفاظ بعلاقات وطيدة تمنع أي مواجهات عسكرية بين الدولتين الأكثر تسليحاً في العالم، ويُريد للقارة الأوروبية أن تكون ظلاً للولايات المتحدة ولا تفعل شيء إلا بأوامر واشنطن وفي ذات الوقت يسعى لتقديمها كشريك كامل الشراكة في القضايا العالمية، وفي الشأن المحلي يريد منع الهجرة وزيادة الضرائب على البضائع المستوردة وهما أمران لا يتفقان مع النهوض بالاقتصاد الأمريكي في حال فعلت الدول المصدرة ذات الفعل حين استيرادها للبضائع الأمريكية.

لقد كان ترامب في خطاب التنصيب إثنان في واحد، فكان الرأي ونقيضة والفعل ورد الفعل وكان الخير والشر وفي جميع الحالات كان أنصاره يُصفقون عدا حين منح الكيان الصهيوني الحماية المطلقة حينها وقف الجميع وصفقوا، وهذا أمر يدلل على أن الولايات المتحدة ستصبح من جمهوريات الموز التي يصفق شعبها لكل فعل للرئيس ويسير به صوب القداسة التي تحميه من المحاسبة والمُسائلة القانونية، وهذا يعني أن الدولة الأعظم ستحتكم في عديد القضايا للسيف الذي رقص به ترامب في يوم التنصيب ليكون السيف الذي يحاسبه حين الانقلاب عليه، فالولايات المتحدة تأسست كدولة ديموقراطية يكون فيه الرئيس صورة للحزب الذي يمثله، فيما اليوم أصبح الحزب الجمهوري الذي يرأسه ترامب صورة عنه شخصياً على طريقة دول العالم الثالث، وهو ما يهدد الديموقراطية الأمريكية حتى وإن كانت متجذرة في الشعب إلا أن مستنسخ ميكافيلي يريد صناعة شعب وبلد على مقاسه ومقاس حزبه.


آخر الكلام:

ينتظر سكان العالم قاطبة الفايروس الجديد الذي ستعمل عليه إدارة ترامب وتنشره في العالم، بغية تحطيم اقتصادات الدول بقوة تهديدها بالفناء كما فعل بوباء كورونا، وربما يحمل الفايروس القادم إسم "ترامب 25" ، لقد هنأ العالم ترامب بتنصيبه رئيساً للولايات المتحدة مرة أخرى، ولا أحد في العالم يثق به ولا أحد يأمن شرّه ، فأهلا بعالم الجنون الحقيقي.

مواضيع قد تهمك