م . مهند عباس حدادين : ايدن يضيف عقبات جديدة أمام ترامب.
لا زال بايدن يعقد المشهد الإقتصادي أمام ترامب عند توليه الرئاسة خلال أقل من إسبوع عندما أقر عقوبات جديدة تستهدف عائدات النفط الروسية، التي تساعد في تمويل حربها على أوكرانيا، تشمل شركات نفط وتأمين و183 ناقلة، وتتوقع الإدارة الأميركية أن "تكلف القرارات موسكو خسائر تصل إلى مليارات الدولارات شهرياً"،حيث تستحوذ روسيا على 10%من السوق العالمي للنفط ، مما أدى إلى تخوفات في أسواق النفط العالمية أدت إلى إرتفاعه ليلامس 80 دولارا للبرميل وهذا بطبعه سيرفع أسعار الوقود في الولايات المتحدة إضافة إلى رفع الأسعار بشكل عام، كل ذلك في ظل كوارث طبيعية من حرائق أصابت الولاية الأمريكية كاليفورنيا والتي يشكل ناتجها الإجمالي قرابة 15% من الناتج الإجمالي للولايات المتحدة وقد قدرت الخسائر من الحرائق 135-150 مليار دولار،حيث البنية التحتية الضعيفة لمجابهة التغيرات المناخية ،فلم تستثمر إدارة بايدن في تحديث وتعزيز وسائل مكافحة الحرائق وتجنبها في بعض الولايات الأمريكية وأهمها كاليفورنيا،حيث ذهبت عشرات المليارات لدعم حربين عبثيتين هما حرب غزة وحرب أوكرانيا ،وهذه تضاف إلى مشاكل إقتصادية أخرى سيورثها بايدن للإدارة الجديدة وأهمها المديونية المرتفعة والتي تقارب 36.2ترليون دولار، والمخاوف من إرتفاع التضخم خلال هذا العام في ظل دولارا مرتفعا ،وتخطيط لإدارة ترامب القادمة لرفع الضرائب على الواردات من الصين وأوروبا بنسب مختلفة.
وكذلك التخبط في تصريحات ترامب لإنعاش الإقتصاد الأمريكي من خلال تفكيره بإحتلال دول حلفاء له ،وإجبار دول الناتو على رفع موازناتها الدفاعية لتصل في حدها الأعلى 5% لتصب جميعها لمنفعة الإقتصاد الأمريكي،وهذا بالطبع سيؤدي إلى تفكك الشراكة مع أوروبا سواء الدفاعية من خلال حلف الناتو او الإقتصادية ،إضافة إلى التوتر مع الصين والتي لا يمكن للولايات المتحدة الإستغناء عنها في تكاملية تصب في صالح الطرفين.
كل ذلك سيضع تحديات قوية أمام ترامب ستؤدي إلى خلافات داخل الكونغرس الأمريكي بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
الخبير والمحلل الإستراتيجي والإقتصادي.
مدير عام مركز جوبكينز للدراسات الإستراتيجية.
م.مهند عباس حدادين
mhaddadin@jobkins.com