كمال زكارنة يكتب : اسباب عرقلة نتنياهو للاتفاق حتى الان.
كمال زكارنة.
تحاول الماكنة الاعلامية الامريكية والاسرائيلية،والمسؤولين الاميركيين والاسرائيليين ،توجيه الانظار والرأي العام، الى ان الوسطاء ووفود التفاوض بانتظار رد المقاومة الفلسطينية على المسودة النهائية للاتفاق،وهذا يعني ضمنا ان اسرائيل وافقت عليها ،لكنهم يتجاهلون مسألة اساسية ورئيسية ،وهي ان اسرائيل هي التي تؤخر اعلان الاتفاق ،لانها ترفض او على الاقل تماطل حتى الان في اعلان خرائط انسحاب جيشها داخل قطاع غزة ،والمواقع التي سوف تتموضع فيها قواته خلال المرحلة الاولى من الاتفاق،وهذه قضية اساسية بالنسبة للمقاومة،اذ لا يمكن البدء بتنفيذ اي بند من بنود الاتفاق دون معرفة مواقع تواجد جيش الاحتلال في القطاع،وعدم تحديد تلك المواقع يعني مواصلة استمرار انتشار جيش الاحتلال في كل مكان وتحركه في كل الاتجاهات في جميع الاوقات ،اي ان الاتفاق سوف ينفذ تحت السيطرة الاسرائيلية العسكرية والامنية الكاملة وتحت حراب الاحتلال.
نتنياهو يهدف من وراء هذه المماطالة الى تأخير الاتفاق الى ما بعد العشرين من الشهر الحالي ،ومواصلة الحرب والابادة الجماعية في قطاع غزة ،والتدمير والتخريب والقتل ،وكشف تحركات المقاومة بالذات والاماكن التي يخرج منها الاسرى الاسرائيليين ،وعلى المقاومة ان تتنبه الى ان جيش الاحتلال قام بزرع كاميرات التصوير والمراقبة وادوات التجسس والكشف في مناطق محددة وعشوائية على امتداد مساحة القطاع،من اجل معرفة مخابيء المقاومة واماكن احتجاز واخفاء الاسرى الاسرائيليين وهذة نقطة في غاية الاهمية ،والمطلوب من المقاومة القيام يما يلزم من اعمال تجريف وتفقد وتغيير الواقع على الارض، قبل اخراج الاسرى من جحورهم،لافشال خطة جيش الاحتلال،وفي نفس الوقت التمسك بعدم الرد على المسودة قبل تزويد حكومة الاحتلال المقاومة بخرائط اعادة انتشار جيش الاحتلال.
لا شك ان نتنياهو الذي يمتاز بصفتي الكذب والغباء،وقع الان في ورطة لا تقل ضررا بالنسبة له شخصيا،عن ضرر السابع من اكتوبر،وتضعه امام محاكمة قضائية وقانونية وشعبية واجتماعية،وتحمله مسؤولية عظمى،وهي رفضه التوقيع على الاتفاق الذي سيوقع عليه حاليا ،في شهر ايار الماضي ،وانه تسبب في مقتل واصابة العديد من الاسرى والجنود والضباط الاسرائيليين خلال الاشهر الثمانية الماضية ،منذ ايار الماضي وحتى اليوم،اضافة الى القضايا الاخرى التي تلاحقه على صعيد الفساد وغيرها ،ومسؤوليته المباشرة عن احداث السابع من اكتوبر العام الماضي وتبعاته.
تخفيف الضغط الامريكي ومن ادارة ترامب بالذات،سوف يمنح نتنياهو حرية الهروب من الاتفاق،وفرصة للماطلة والتسويف والمراوغة اكثر .
نتنياهو يعيق التوصل لاعلان الاتفاق حتى الان،وليس الجانب الفلسطيني كما يحاول الجانبان الامريكي والاسرائيلي تسويقه.