المهندسة عروب العبادي تكتب : الفيصلي وطن
لم يكن اسم الفيصلي يوماً إلا مدعاة للفخر والأنفة والكبرياء والشموخ ، مهما كانت النوايا، ومهما بلغت القلوب الحناجر ومهما صعُبت فيه الظروف .
فجماهير الفيصلي مدرسة في احترام الاخر والروح الرياضية ، ووصفها لناديها السماوي الذي تعشق بأنه وطن ، لا يعني بأن باقي الاندية التي نعتز بها جميعا ليست بأندية وطن ، فلها كل المحبة والاحترام والتقدير ، ولكن بعيداً عن المقارنات فالقلب لم يُخلق في المنتصف بل خُلق مُنحازاً لجهة ، وهُنا فإن الأمر نسبي ، وحسب مدى تعلق العاشق بالمعشوق ، فالفيصلي لجماهيره هوية وعائلة وماء وهواء ووطن .
ومن هنا فإن من يعشق الفيصلي يرى فيه ما يراه في الوطن ، ويتعامل معه كما الوطن ، بلادي وان جارت عزيزة ، وهذا حال الفيصلي مع محبيه ، إن فاز آزروه وان خسر دعموه ، وإن تعب هبوا لنجدته ، وإن خانته النوايا أنصفه الحب ، الحب النابع من الانتماء الحقيقي اللامشروط والنابع من القلوب النقية المُحبة الصادقة التي لا تنتظر مقابل ، وبعد هذا وذاك كيف يمكن أن لا يكون الفيصلي كما الوطن لمن تربى وكبُر وترعرع على حبه!؟
وعليه فإن هذا القدر من الحب الذي لم يأتي عبثاً ، ولا يمكن شراءه بالمال ، وان كنت تملك كنوز الارض , فالفيصلي تاريخ مرتبط بالألقاب والبطولات ، نعرفه من الأجداد وحتى الأحفاد .
الفيصلي الذي يعشقه البلقاوي والكركي والمعاني والطفيلي والزرقاوي والجرشي والعجلوني والعّماني والمفرقاوي والربداوي والعقباوي والمادباوي ، ويحبه الجميع من الطرة حتى الدرة ، ومن الغور للجفور ، في القرى والمخيمات والبوادي وفي شتى بقاع الوطن وحتى خارج الوطن ، صاحب الهوية والرسالة الذي طالما تغنت جماهيره بعشق الوطن وفداء فلسطين ، اذ كانت على الدوام ابرز أهازيج الجماهير الفيصلاوية "الله الفيصلي والقدس عربية" ، الفيصلي الذي يعشق الوطن والقيادة ويُنادي بقضايا الأمة ، الفيصلي الذي تتغنى جماهيره بالجيش وبوريه العسكر ، صاحب التاريخ الناصع البياض والمُشبع بالبطولات .
بعد كل ذلك كيف للفيصلي ان لا يكون وطن في قلوب وعيون محبيه ، لا بل هو وطن الوطن لا يُخان .