أ د. امين مشاقبة : إسرائيل.. ماذا بعد..!؟
يقول رئيس وزراء إسرائيل: «إن على إسرائيل أن تكون جاهزة لما هو قادم"؟ وبعد القضاء على قدرات حماس في قطاع غزة بطرق غير قانونية وأخلاقية تم تدمير غزة لدرجة المسح الكامل للقطاع وإنهاء كل البُنى التحتية التي تحتاج لوقت طويل لإعادة البناء، وتلاها إضعاف قُدرات حزب الله في لبنان والقضاء على القيادات الأساسية في الخط الأول والثاني وتهميش هذه الجبهة وإبعاد الحزب شمال نهر الليطاني، وقد استغلت إسرائيل سقوط النظام السياسي في سوريا إذ قامت بتدمير المطارات، والمعسكرات والقدرات العسكرية للنظام واحتلت أجزاء واسعة من هضبة الجولان ووقفت دباباتها على مشارف دمشق ببعد لا يتجاوز ٤٠ كم.
مع صمت كامل للإدارة العسكرية الجديدة عما تقوم به إسرائيل على أساس أن ذلك لا يُشكل أولوية الآن وهو أمر متروك لحين إعادة بناء مؤسسات الأساسية ومنها وزارة الدفاع، وبقية مكونات الحكومة.
لم يغب ملف إيران عن طاولة الحوار في إسرائيل سياسياً وعسكرياً وهو الملف المؤرق لإسرائيل والمتبقي من قوى الممانعة، هناك تخوف من أن تصل إيران إلى إنتاج السلاح النووي وهي الورقة الأخيرة وهي ذريعة أميركية وإسرائيلية في التعامل مع هذا الملف، في العقل الإسرائيلي هناك خطط عسكرية وعملية لعمليات مباشرة تشكل بها ضربة موجعة ويساهم في ذلك موقف الرئيس القادم للبيت الأبيض أمام التأكيد على إعادة الحوار الدبلوماسي للوصول لتوافق يُحيي الاتفاق السابق، أو العمل كما تريد اسرائيل هو توجيه ضربة مباشرة للمفاعلات النووية الإيرانية، ويُقال ان هناك قنوات سرية نحو اتفاق نووي جديد وكبح جماح ايران من الاستمرار في عمليات تخصيب اليورانيوم واحداث اختراق جديد في هذا الملف، بالطبع اسرائيل تدفع باتجاه اشراك الولايات المتحدة في اي عمل عسكري ضد ايران وهنا الموقف يعتمد على الرئيس ترامب وسياساته في الشرق الاوسط التي تستند الى وقف الحروب واشاعة السلام بين اسرائيل والدول العربية من خلال الاتفاقات الإبراهيمية.
وستسعى اسرائيل للاستمرار في ضرب أذرع إيران في المنطقة وخصوصاً الحوثي في اليمن والحشد الشعبي في العراق، وفيما يتعلق بالحوثي فاسرائيل تهدف الى القضاء على القيادات السياسية لانهاء الدور الداعم للشعب الفلسطيني او ما يسمونه «بمظلومية الشعب الفلسطيني» وهي مستمرة في اضعاف القدرات العسكرية بمساعدة اميركية وبريطانية.
اما الحشد الشعبي في العراق الذي يُقدر عددياً بـ130-150 ألف مقاتل ويتكون من العديد من الفصائل ومنها: بدر، الدعوة الاسلامية، حزب الله العراقي، عصائب أهل الحق، حشد العتبات، بابليون وغيرها من المنظمات إذ بدأ الحِراك من قبل الحكومة بضرورة حصر السلاح بيد الحكومة وهذا بضغط اميركي مباشر لاعتقادهم ان هذا يهدد الحالة في الشرق الاوسط وانضم لهذا التوجه الصدر الذي دعا لذلك، وعليه فإن المسعى لإنهاء الحشد الشعبي في قادم الأيام وهذا ربما يقود لأمرين إما النجاح في هذا أو الفوضى من جديد في العراق وبكل الأحوال، فإن الموقف العربي يستند إلى أن ايران تشكل التحدي الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط، وبهذا ستكون إيران وأذرعها الأهداف القادمة لإسرائيل من أجل تصفية أي شكل من أشكال المقاومة أو الممانعة لتمددها وسيطرتها على منطقة الشرق الأوسط.
وباعتقادنا في هذه المرحلة ستسمر إسرائيل بضرب واستهداف أذرع إيران في المنطقة إلى أن تتضح الأمور تجاه إيران تحديداً إما تحولات اجتماعية ثورية في الشارع أو ضربات عسكرية أميركية – إسرائيلية لانهاء المفاعلات النووية الإيرانية كل هذا من أجل هيمنة اسرائيل على المنطقة بلا مُنازع.