باسم سكجها يكتب : "الفرنجي برنجي" وللفشل بقية!
نعرف العشرات الذين تركوا وظائفهم في الأردن، لسبب ترتيب أمورهم المالية في الخارج، أو لفشلهم في عملهم، وكانت الوجهة بالطبع مثل السعودية والامارات والكويت وأميركا، وغيرها الكثير، فمنهم من نجح، وبقى هناك، ولكنّهم سيعودون حتماً في آخر الأمر، ومنهم من فشل، وعاد إلينا يحمل سيرة ذاتية جديدة.
الدولة الأردنية تحتوي أبناءها، وهذا واجبها، ولكنّها تتساهل أحياناً في التعامل مع الفاشلين المنبوذين في أماكن عملهم الخارجية، المهاجرة، ولا تعتني سوى بهذه السيرة الجديدة البالية، وللأسف فهي لا تنتبه إلى الأردنيين المبدعين ضمن حدودها.
قد نتحدّث، هنا، عن المناطقية والأصل والفصل والعرق والدين، وهو موجود ومنبوذ، ولكنّ هذا كلّه يجري حولنا، للأسف، وينهش في جسد إدارتنا، ويضعنا في مناطق هشّة ليست لنا، ولسنا لها.
هذا صحيح، وواقع تعرفه كلّ مطابخ القرار، ولكنّه ليس الاعتبار الحقيقي للأردن، فما يصحّ هو المهنية، وفي زمن التحديث وتعزيز المسيرة الملكية، ينبغي أن يكون منبوذاً ذلك الذي يحتلّ موقعاً لسبب لا مهنيّ، فلا أحد يُفضّل على أحد سوى بالعمل المهني الوطني.
الطريف أنّ هناك المئات من المبدعين الأردنيين الحقيقيين يبحثون الآن عن فُرصة للخروج من بلادهم، والسبب الأوّل والأخير هو العودة له، فقد تكون لهم أسباب العودة، بظروف أفضل، خلال شهر أو أشهر أو سنوات.
وكثيرون من هؤلاء لن يعودوا لأنّهم سينجحون خارج الاردن، وقد يحصلون على جنسيات دول أخرى، وهذا مؤسف جداً، ولكنّ المؤسف أكثر أنّ الفاشلين منهم سيعودون لسبب "سيرة ذاتية" جديدة، ليست أردنية،وتتبناهم مؤسساتنا، فـ"الفرنجي برنجي" في بلادنا، وقد يصبحون في مواقع مسؤولية، وللفشل بقية، أقصد للحديث بقية!