الأخبار

بشار جرار : صندوق «باندورا» و«بُكسِة» بندورة؟!

بشار جرار : صندوق «باندورا» و«بُكسِة» بندورة؟!
أخبارنا :  

سؤال العارفين في بعض الأحيان استنكاري لا استفهامي. ثمة اعتبارات لا بد من مراعاتها لا تخفى على قراء هذا المنبر الكريم، الدستور الغراء. سؤالي عن صندوق باندورا «باندورا بوكس» تلك الاسطورة الإغريقية، ليس استفهاميا بل استنكاريا لما أحدثته عبارة عابرة من سواليف حصيدة تخص البندورة «بالتاء المربوطة»، أصلها وفصلها قبل أن تصل إلى مرحلة البُكسِة والحِسبة!!
صانعو السرديات يعرفون ما يفعلون. يظنون أن ناقليها فاقدين للحواس الخمس، متناسين السادسة القائمة على الفطنة والحكمة والحدس، في حسن الفرز بين الغث والسمين، في كل ما هب ودب عبر وسائل الإعلام التقليدي والجديد.
القصة ليس بندورة ولا ملوخية، ولا كما تساءل البعض عن أصول مشاتل الـ «باشن فرووت» أو «الكاكا»!! القصة الخَبَريّة الحقيقية هي ما الذي لمّ المنجمين والعرافين على صناع ذلك المحتوى «اللبّيس»، يُلبسونَه اللاهثين خلف «اللايكات» فيشوّشون و»يُشَوْشِرون» بعدما كانوا يكتفون بالوشوشة، همسا ولمزا عن بعد.
من المؤسف، أن تُشغل توافه الأمور وصغائرها الناس على خطورة دلالاتها أحيانا، تَشغَل الأثير و»الستريمنغ» والفضاء الأزرق، بعيدا عن أخبار كبيرة هامة سياسيا -أمنيا وعسكريا- بحجم المحادثات الأردنية التركية في أنقرة أمس الأول الإثنين -السادس من يناير- والتي شملت الملفين السوري والفلسطيني في توقيتات حرجة عميقة الدلالة، وخبر هام اقتصاديا -استثماريا وتنمويا ومعيشيا- خبر اتفاقية أكبر استثمار أمريكي في الأردن والذي صادف اليوم نفسه. استثمار البرومين بكل ما يوفره من وظائف وفرص للأردنيين ومن استضافوا عبر مئوية ونيف لحين عودتهم إلى بلادهم، عبر النهر غربا أو وراء الحدود شرقا وشمالا.
الخبر الثاني وحده -الآتي من غور الصافي حيث مقر شركة برومين الأردن- يعني لمن يهمه الأمر حقا، يعني استثمارا أمريكيا بحجم 813 مليون دولار، وزيادة توفّر 650 فرصة عمل دائمة ومئات الفرص أثناء تنفيذ المشروع على مدى خمس سنوات. السادس من يناير بالمناسبة -للمنشغلين بعالم الأخبار وعوالمه- صادف أيضا يوم مصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية،

بكل ما تعنيه الإدارة المقبلة -الجديدة القديمة- من تصورات لشكل العلاقة مع الشرق الأوسط برمته كإقليم، ومنظومة الحلفاء والشركاء والأصدقاء، ونحن لحسن الحظ في مقدمتهم..
وإن كان لا بد من وضع حد للخلط بين «باندورا بوكس» وبُكسة البندورة، فلا أقل من حسن صناعة وضخ المحتوى الوطني الأردني قبل تفعيل أدوات ضبطه من الانفلات أو الفلتان. فالحجر الذي لا يصيب لا يخيب دائما، والغبار التي تثار للذر في العيون تعمل أحيانا عمل الدخان والنار معا. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك