حمادة فراعنة : فوضى العبث في مخيم جنين
وكأن الفلسطينيين ينقصهم الوجع، ليتم تفجير الصدام بين الشقيق وشقيقه، بين الأخ وأخيه، في مخيم جنين بين الأمن والمقاومة؟؟.
الصدام في جنين ومخيمه خدمة تطوعية يتم تقديمها لقوات المستعمرة واحتلالها، وبصرف النظر عن التفاصيل التي يتحمل مسؤولية ما يجري من فلتان وتجاوز هذا الطرف أو ذاك، ولكن المسؤولية تقع على عاتق الطرفين، حتى بارتقاء شهداء قوى الأمن على يد المقاومين، فالفوضى والتغول والمس بالسلطة خلاف ما هو مطلوب، لأن مقاومة الاحتلال لا تستوجب فرض سلطة غير السلطة الوطنية، عمل غير مسؤول، والمخيم الذي شكل حصناً عنيداً للمقاومة، لا يجوز المساس بمكانته ودوره، وكأنه عنوان للفوضى والتلاعب بمشاعر الناس وانحيازاتهم.
المطلوب حقاً تدخل القوى السياسية، لوقف هذا الصدام العبثي الفوضوي، لوقف خدمة الاحتلال المجانية لصالح العدو، وهو يمارس القتل والتدمير للشعب الفلسطيني، بدون محرمات، ويستنزف الدم الفلسطيني بكل شراسة وتطرف وعنصرية.
وأستغرب أن لا يستفيد الفلسطيني من عدوه حينما نجد بني غانتس الذي كان يقود المظاهرات مع يائير لبيد وليبرمان ضد نتنياهو، يقوم بالالتحاق بحكومة الائتلاف ويسقط كل ملاحظاته وخلافاته مع نتنياهو لمواجهة «العدو الفلسطيني»، فالأولوية له هو مواجهة العدو وتوفير الحماية وتماسك المجتمع الإسرائيلي، أهم من إسقاط نتنياهو، وهو استخلاص يجب أن يتعلمه الفلسطيني من عدوه، كي يعطي الأولوية مواجهة العدو الذي يذبح شعبه، أهم من الخلافات بين فتح وحماس.
لقد صدرت العديد من البيانات الجماهيرية والحزبية والنقابية والعامة تُناشد الطرفين بوقف العبث بالفوضى والالتزام باحترام السلطة ودورها الإداري والأمني والقيادي، لأن المساس بها وإضعافها هو لمصلحة العدو الذي لا يريد أحداً، فهو ضد الوجود الفلسطيني، وما يفعله في قطاع غزة من قتل المدنيين بشكل متعمد، وتدمير حياتهم وممتلكاتهم لأنه لا يريد حضوراً بشرياً للفلسطينيين على أرض وطنهم.
السؤال متى ينتصر صوت العقل، وتتوقف المأساة، وكأن المأساة التي يتركها الإسرائيلي في قطاع غزة غير كافية، فتتم إضافة مأساة مخيم جنين وامتداداتها، وكأن ما تفعله قوات المستعمرة في قطاع غزة، غير كافية، حتى يعبث «البعض المقاوم» بحياة الفلسطينيين فيرتقي الشهداء بالسلاح والفوضى الفلسطينية؟. ــ الدستور