نضال العضايلة : الإعلام وحرية التعبير في العالم، تقدم أم تراجع؟
تُعَد حُرية الصحافة أو حُرية وسائل الاتصال هي المَبدأ الذي يشير إلى وجوب مراعاة الحق في الممارسة الحرة للاتصال والتعبير عن الرأي من خلال وسائل الإعلام المتاحة، المطبوع منها والإلكتروني، وعلى وجه الخصوص المواد المنشورة، وتتضمن هذه الحرية غياب التدخل المفرط للدول، وحمايتها بالدستور والقانون.
ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي الذي تبنته الأمم المتحدة عام 1948 أن: «لكل فرد الحق في حرية الرأي والتعبير؛ ويتضمن هذا الحق حرية الفرد في تكوين آراء بدون تَدَخُل أحد، والبَحث عن واستقبال ونقل المعلومات والأفكار من خلال كافة وسائل الاتصال بصرف النظر عن حدود الدول».
يسعى الإنسان بفطرته وطبعه الاجتماعي إلى تكوين نسق قيمي يلتزم به، ويمثّل له إطاراً مرجعياً يحتكّم إليه في كافة مواقفه وتصرفاته، بهدف تحقيق حالة من التوافق والتكامل الاجتماعي، ويتلقى الإنسان القيم عبر مراحل حياته الاجتماعية المتعاقبة من خلال المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والمحاضن التربوية والثقافية، إلا أن منصات الإعلام الجديد سحبت البساط من جميع تلك المؤسسات وباتت من أبرزها تأثيراً حديثاً.
ان الصحفيين هم من الفئات المعرضة للتعسف بسبب الآراء التي يقومون بطرحها على الصعيد العالمي، وفي هذا الصدد ركزت الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان على الحقوق الأساسية للصحفيين والعمل على ضمان هذه الحقوق بشكل أساسي وذلك في سياق ضمان وكفالة الحق في حرية الرأي والتعبير.
والصحافة هي أحد المنابر الأساسية التي تعمل على تبصير الرأي العام بالعديد من الموضوعات والقضايا المختلفة على الصعيد العام، ولعلها تعمل على كشف بعض القضايا أمام الرأي العام، ومن هنا برزت أهمية الصحافة باعتبارها مقياسا للمجتمع وتعمل على توضيح المشاكل المختلفة التي تواجه المجتمع، وبالتالي ونظرا لأهمية الصحافة بات من الضروري أن تكون للعاملين في الصحافة الحرية الكافية من أجل أداء المهام الموكلة لهم بشكل أساسي ولهذا جاءت فكرة حرية الصحافة.
في العام 2025، ستحتفل «مراسلون بلا حدود» بالذكرى الأربعين لتأسيسها، متطلعة إلى انفتاحها المستقبلي على البحث عن صيغ جديدة يجب أن تكون فرصة للنظر إلى الوراء، ليس فقط في تاريخ مراسلون بلا حدود ولكن أيضًا في العلاقات المعقدة بين وسائل الإعلام، بالمعنى الواسع للكلمة، في تنوعها، والمنظمات التي تدافع عن حقوق الإنسان، وبشكل أكثر تحديدًا، حرية التعبير في العالم.
والسؤال الذي يطرح نفسه، ما هو الدور الذي سيلعبه الإعلام في تعظيم حرية التعبير مع الدخول في نهاية الربع الاول من القرن الحادي والعشرين؟
والاجابة هي ضرورة توافر الأدوات الأساسية التي تعمل على ضمان حقوق جميع الأشخاص بشكل واضح بدون أي قيود من قبل المجتمع، فضلا عن العمل على توفير الأجواء الحرة التي تساعد الصحفي على القيام بالأعمال الخاصة به بشكل واضح.
بالإضافة الى ضرورة الاعتراف بالدور الأساسي الذي تلعبه وسائل الإعلام المستقلة والحيوية في المجتمعات الديمقراطية، خصوصاً وأن توافر المعلومات الدقيقة والأفكار والآراء، بما في ذلك تلك الآراء المُعارِضة، بصورة حرة يُعد ضروريًا وحيويًا لإقامة حكم شفاف، مُتجاوب وشامل. ــ الراي