حسن صفيره يكتب .. الرئيس القوي وثقة الشعب ووزراء التأزيم ..!!
حسن صفيره
خلافا للتوقعات التي توسم باستقبال الحكومات الجديدة في الاردن، لجهة اللامبالاة بالقادم وهيمنة غيوم التشاؤم تجاه اي منجز حقيقي، استقبلت حكومة جعفر حسان بجرعة من التفاؤل من قبل الاردنيين بعد ان اظهر حراكه الرسمي مستوى وعيه واحاطته بكثير من المحطات ذات المساس بالهم الشعبي.
وجد الاردنيون انفسهم امام رئيس وزراء يتسم بالجرأة بعد ان لفت الانتباه بموقف اعتبره مراقبون انه اشارة لمصداقيته تحت قبة تمثيل الاردنيين، حين تبدت جرأته تحديدا قبل التصويت على نيل الثقة لا بعدها ، بعد ان رد على مداخلات النواب، بالقول "هذه الحكومة ليست بصدد بناء سياساتها على وعود لا تتحقق والحكومة لن تعد بشيء لا تستطيع القيام به"، وهو الامر الذي رأى حسان ان من شأنه اختصار عملية الخلافات والمصادمات المستقبلية بين الجسم الحكومي والنيابي.
ومنذ بدء تسلمه اعمال سدة الرابع، نشط حسان في الانخراط بالشارع الاردني، من زيارات تفقدية للأطر الشعبية والشبابية حيث نفذ زيارات ميدانية لمراكز شبابية متعددة ضمن زياراته الميدانية لمختلف مناطق المملكة، هذا الى جانب الخطوة الريادية التي سجلها حسان عند مباشرة مهامة فيما يتعلق بدفع عجلة الاقتصاد كخطوة انقاذ عاجلة بقراره المتعلق بإعفاء السيارات الكهربائية بنسبة 50% من الضريبة الخاصة ، الامر الذي اسهم بتفادي خسائر هائلة في قطاع بيع السيارات بالمنطقة الحرة، وما اعقب ذلك من كسب حسان لثقة المستثمرين الاردنيين .
ويبدو ان موقف الرئيس الجديد حسان مدعم بترسانة ملموسة أمّن خلالها رفع وتيرة منسوب شعبية ستتحقق لاحقا في اعلى مستوياتها، بيد ان الرجل حقق رقما قياسيا في التواجد بالميدان حيث زار 37 موقعا وأوعز باتخاذ 71 إجراء تحسينيا خلال زياراته الميدانية للمحافظات، ما يؤشر حقيقة الى صوابية القرارات التي تنطلق حيثياتها من ارض الميدان، والتي تنسجم مع الرؤية التنموية للحكومة خدمة للوطن والمواطن بطبيعة الحال.
الى ذلك، لفت حسان الانظار اليه بما يحمله من جرأة في التنفيذ لا الطرح ومدى وعيه بضرورة التشاركية بمعنى اشراك قطاعات الدولة بمهام الحكومة، لا سيما القطاع الخاص في برنامج عمل مدروس طرحه حسان يقضي بتكثيف دعم القطاع الخاص، وتوفير البيئة الضرورية لنجاحه،كأولوية ضرورية بالنسبة للحكومة، بل واتَّخاذ مجموعة من الخطوات والقرارات بهذا الاتجاه منذ تسلمه رئاسة الحكومة ما يمهد لبيئة منتجة لتوفير فرص عمل للشباب الاردني في خطوة حتما تسجل لرئيس الحكومة في مباشرته السريعة لمجابهة ظاهرة البطالة.
وقد كان لحضوره ومتابعته واشرافه وزياراته مصابي حادثة دار المسنين والايعاز لوزيرة التنمية الاجتماعية وفاء بني مصطفى باتخاذ اقسى الاجراءات لمحاسبة المسؤولين، وقعا لافتا بما ابداه من شراسة تؤكد كرامة الانسان الاردني وحرص الدولة اجهزة وحكومة على الايفاء بما تتطلبه وتراه وتحث عليه الرؤية الملكية السامية ازاؤ كل اردني.
الرئيس جعفر حسان، وخلال زيارته الاخيرة لمحافظة الزرقاء وافتتاحه مشروعات قائمة وتدشين مشروعات اخرى، وهي زيارة تجيئ في اطار برنامج عمل حكومته الدورية، اعاد للشارع نبض التعالق الحكومي البنّاء، وضرب على وتر خامل كان فيما سبق يتم النظر خلاله الى الحكومات السابقة في برجها العاجي بعيدا عن هموم وقضايا المواطن الذي اعاد حسان الاعتبار اليه من خلال برامج عمله بوصف المواطن الاردني الثروة الاولى للبلاد.، وهو الامر الذي يؤكد ويبرهن على صوابية اختيار سيد البلاد له في ترأس وادارة حكومة تواجه تحديات جمة تعيشها الدولة الاردنية بكل تجاذباتها الراهنة لا سيما ما تشهده الاردن بموقعها وسط اقليم ملتهب سيزيد في اعباء مهام حكومة حسان التي ستبرهن انها بقدر حجم الاختيار الملكي وثقة الاردنيين.
وبالعودة للزيارات الميدانية للمحافظات والتي صاحبها اجتماع لمجلس الوزراء بحضور النواب والأعيان وممثلي القطاعات الصناعية والتجارية والهيئات المنتخبة حيث في الكرك وإربد وكان اخرها محافظة الزرقاء وقد أبدعت فيها دار المحافظة ممثلة بالحاكم الإداري فراس أبو قاعود بحسن التنظيم ونوعية الحضور بشكل ادى إلى لفت نظر الرئيس ومن صاحبه من الوزراء للقضايا الأهم أولوية والمُشكلة لهموم شرائح كبيرة من المواطنين فخرجت قرارات مجلس الوزراء والتي أعلنها الناطق الرسمي د. محمد المومني في المؤتمر الصحفي ملامسة ومتطابقة مع ما تم المطالبة به وقد تم نشرها في حينه وقد خلت من الوعود الرنانة غير القابلة للتنفيذ ومقرونة بصدق وشفافية لم نعهدها في الحكومات السابقة .
ونختم بالحديث عن عمل الرئيس وأسلوب ادارته الناجح انه بحاجة ماسة لإجراء بعض العمليات الجراحية داخل مجلسه باستبعاد بعض وزراء التأزيم والعابرين للحكومات ممن صنعوا العداء والمشاحنات مع النواب والصحفيين والإعلاميين تحت بند وفزاعة كلمتهم المأثورة "الابتزاز" والتي يتهمون بها كل من ينتقدهم أو يحاول تسليط الضوء على تجاوزاتهم والخلل الواقع في وزاراتهم ولا مجال هنا للتخصيص وذكر ماهيتهم ولكننا على ثقة كبيرة بان الرئيس حسان بدأ يتلمس أسلوب عمل هؤلاء السلبيين والذي لا يتماشى مع فكره ونهجه ونأمل ان لا تطول فترة تجربتهم لديه فلا مجال للصبر او المجاملة في ظل الإنجاز المأمول بالوقت الضيق .
وللحديث بقية …..
ــ الشريط الاخباري