كمال زكارنة يكتب : ملامح خطة فرض السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية .
كمال زكارنة :
اصبحت مسألة ضم الضفة الغربية المحتلة ،وفرض السيادة الاسرائيلية عليها ،على طاولة حكومة نتنياهو وتأخذ اولوية متقدمة على اجمدتها وجدول اعمالها خلال الاشهر القليلة القادمة،ولم تعد الخطة الاسرائيلية خافية على احد ،بل تجاهر بها حكومة الاحتلال علانية ،دون الاهتمام بمواقف المجتمع الدولي.
الوزير الاكثر تطرفا وتشددا في حكومة نتنياهو ،والذي تسلم ادارة الضفة الغربية ،سموترتش يعلن عن جزء من خطة ضم الضفة،التي تؤكد انه "سيتم تقسيم الضفة الى ثلاثة اقسام،الاول: رام اللّٰه وسلفيت، والثاني: بيت لحم والخليل، والثالث: جنين وطوباس ونابلس وطولكرم وقلقيلية.
وبحسب الخطة ،سيتم عمل جسور وطرق خاصه بالمستوطنات فقط، وسيكون التنقل بين الاقسام الثلاثة عبر طلب تصريح خطي من مكتب الادارة المدنيه الموجود في كل منطقة.
بمعنى إذا اردت الذهاب من جنين الى رام اللّٰه يجب ان تحصل على تصريح من مكتب الادارة المدنيه بشكل الكتروني عبر تطبيق المنسق مع ذكر سبب التنقل،وقد تحصل على الموافقة او على الرفض.
وسيتم البدء بتصفية اصول السلطة الفلسطينية من ادارات مدنيه وستكون سيطرة السلطة فقط في رام اللّٰه، مع تواجد لعناصر المرور والشرطة في باقي المدن فقط.
وخلال عام ٢٠٢٥ سيتم نقل ٦٠% من الاجراءات الرسمية للادارة المدنيه حتى الوصول للمحاكم القضائية نهاية العام.
وسوف تتجنب اسرائيل اي صدام عسكري مع السلطة الفلسطينية، في المقابل سوف تضع الخطة السلطة الفلسطينية في مأزق مالي واقتصادي صعب .
وسوف تزداد عمليات الجيش داخل المدن والمخيمات الفلسطينية لازالة ظاهرة المقاومة وسيتطلب الامر عام كامل من العمل وقد يتطلب تدخل الطيران الحربي إذا لزم الامر."
هذه بعض ملامح خطة الضم وفرض السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية،التي تقسمها الى كانتونات صغيرة ،والتي لا تأخذ بعين الاعتبار اية حقوق للشعب الفلسطيني ،في اية مجالات جغرافية او قانونية او ادارية وسياسية ،وتلغي وجود الارض والشعب الفلسطيني ،وتنهي كل حديث له علاقة بالسلام وانهاء الصراع في المنطقة.
كل ما تقوم به اسرائيل حتى الان يهدف الى تحقيق عدة اهداف سياسية وعسكرية وامنية وتوسعية ،عسكريا تسعى الى تفكيك جبهات المقاومة ،وخاصة الفصل الكامل بين جبهة لبنان وجبهة غزة ،لاضعاف الجبهتين ،وازالة خطرهما ،من خلال تجريد حزب الله من سلاحه وابعاده الى ما بعد نهر الليطاني ،والتحكم بالامن داخل لبنان ،من خلال منع نمو حزب الله عسكريا ،والحصول على حرية الحركة داخل لاراضي اللبنانية لملاحقة بؤر وقوى المقاومة،وفي غزة تعمل على القضاء بالكامل على المقاومة الفلسطينية ،وفرض السيطرة العسكرية والامنية الكاملة على القطاع.
اما الهدف السياسي فهو التطبيع مع الدول العربية .
الاهداف التوسعية واضحة ،وهي ضم الضفة الغربية للكيان ،والتوسع على حساب الدول العربية ، وقد تجرعت حكومة نتنياهو القوة في هذا الطرح ،من ادارة ترامب القادمة ،التي تبدو من خلال تشكيلة الوزراء والموظفين والمسؤولين الجدد في البيت الابيض ،اكثر تصهينا وعداء للشعب الفلسطيني وصهيونية من حكومة نتنياهو.
لكن ليس بالضرورة ان يتحقق كل ما تخطط له حكومة نتنياهو،فقد سبق لنتنياهو واعلن ان الحرب البرية على جنوب لبنان ،من اهدافها الضغط على جبهة غزة لتحرير الاسرى الاسرائيليين ،لكن الذي يحصل اليوم عكس ما تمنى ،وقد اصبحت ضغطا على جيشه ،الذي يتكبد خسائر فادحة جدا على الجبهتين،وكل الجهود الامريكية والاوروبية لوقف الحرب على الجبهة اللبنانية نتيجة الخسائر التي يتعرض لها جيش الاحتلال.
اللافت ان كل الجهود تهدف الى تحقيق مصالح وشروط واهداف اسرائيل،ومن اجل انقاذها وتحقيق مصالحها ،دون النظر الى الاخرين ،وتهدف ايضا الى قلب المعادلة العسكرية ،وتحويل هزيمة جيش الاحتلال الى نصر،من خلال فرض شروط الاحتلال .
لا يتحدثون ابدا عن انسحاب الاحتلال من الاراضي اللبنانية ،ولا من الاراضي الفلسطينية ،على العكس يعملون على توسعة المساحات التي يحتلها جيش الاحتلال في فلسطين ولبنان .
ولا يهتمون الا بأمن اسرائيل ،ولا قيمة للعرب وامنهم ،ولا لارضهم وشعوبهم،بالنسبة لهم.
هدف امريكا وبعض الدول الاوروبية ان تبقى اسرائيل الاقوى عسكريا في المنطقة ،وصاحبة اليد الطولى القادرة على الوصول الى كل مكان والضرب في كل زمان.