الأخبار

لما جمال العبسه : «معاداة السامية»... إسقاط ضجر منه السامع

لما جمال العبسه : «معاداة السامية»... إسقاط ضجر منه السامع
أخبارنا :  

ليس الآن، فمنذ أكثر من ما يزيد على 400 يوم وصلت الصورة والصوت الى ارجاء المعمورة وتجاوز الصدى الأذن الى القلوب والضمائر التي لا تزال تنبض في صدور الناس على اختلاف جنسياتهم وألوانهم وعقائدهم، لم يألفوا مشاهد القتل المروعة في قطاع غزة والآن في لبنان ضمن العدوان الصهيوأمريكي عليهما، ولم يقتنعوا بالسردية الصهيونية وحق دفاع الكيان عن نفسه، فخرجت الشعوب الغربية كما الكثير من الشعوب الاسلامية والعربية في حراك ليس اقل من التعبير عن رفضهم للوحشية التي تصب صنوفها وأشكالها يوميا على الغزيين والآن اللبنانيين.
بالمقابل لم يكن التمادي في القتل فقط، بل في السياسة والعملية الدبلوماسية للوصول الى وقف إطلاق النار في القطاع وفي الجنوب اللبناني، فكل ما قرع جرسها تملص رئيس حكومة الكيان الصهيوني الفاشي بنيامين نتنياهو، وراوغ حتى اصبح الخبير الاوحد ان جاز التعبير في هذا العالم، بل وانه اخيرا ارجاء اي حديث في هذا الجانب حتى تتسلم الادارة الامريكية الجديدة مهامها في كانون ثاني المقبل.
وتجاوز الامر الى ان أصبح الصهاينة الإسرائيليون يعتبرون انفسهم سادة حتى خارج حدود الارض التي اغتصبوها، بل وتمادوا في الوقاحة الى ان مارسوا حقدهم ضد كل مؤيد لفلسطين وحق شعبها في ارضه وتطاولوا خلال مباراة لكرة القدم على اعلام فلسطين المشرعة على شرفات بنايات في العاصمة الهولندية امستردام، ومزقوا بل نضحوا بما في صدورهم من غل على الاسلام والمسلمين عربا وغير عرب، لينادوا بالموت لهم، لتلاقي هذه الهتافات والتطاول المتعمد على الهولانديين رد فعل وصل الى التشابك بالأيدي.
طبعا سرعان ما تداعت الاصوات الصهيونية والغربية التي رأت في ان هذا الامر «معاد للسامية» هذه العبارة التي بات اسقاطها يمثل حالة من الملل واحيانا الغضب لما فيها من استخفاف بعقول ومشاعر الناس، حتى ان الادارة الامريكية الحالية وصفت الاحداث بـ»البشعة» وبعض المسؤوليين الاوروبيين تداعوا لبحث هذه الظاهرة، ليقف كما العادة من وراء عمليات الابادة التي يمارسها الجيش الصهيوأمريكي في القطاع بمساندة أولئك الصهاينة الذين تلقوا ردا على سوء ما اقترفوه من اعتداءات في العاصمة الهولندية.
هذا الامر رأى فيه ساسة وقادة حول العالم مؤشرا سيئا واعتبروه معاديا للسامية وانه يُعيد الى الأذهان مذابح اليهود في المانيا!، وهي بالمناسبة لا يد للعرب او المسلمين فيها، وعكسوا هذا الامر على صنوف التبريرات التي تجعل من الكيان الغاصب جزءا لا يتجزء من نسيج منطقة الشرق الاوسط عنوة وتحت هذا الشعار الذي من يخالفه يتعرض للاهوال.
مرت المجازر اليومية وخاصة المجازر التي تتم حاليا في شمال قطاع غزة وصنوف التعذيب التي كان اخرها الاخلاء شبه الكامل للمنظومة الصحية ومنع انقاذ المستنجدين تحت الانقاض ومن يحاول فعل هذا الامر يعرض نفسه للموت، هذه المناظر تمر كأنها لا شيء، ولا تحرك ساكنا في قلوب وضمائر هؤلاء، الا انها لا تزال تستثير مشاعر الغضب لدى شعوب العالم الحر.
ما وقع اخيرا كان وميضا ينبئ عن غضب في الشارع الغربي، وقد استشعره الساسة هناك بعد احداث امستردام، وهذا الامر انبأ هؤلاء الساسة بانه لا مجال الآن للتلاعب بالالفاظ والكلمات وان الحقائق باتت جلية وان لا شيء سوى ان دولة الكيان الصهيوني مارقة وفاشية وتمارس الابادة الجماعية لاحتلال الارض، وان فلسطين لاهلها ومقاومتهم هي الاصدق وان مناجزة الحقائق باتت غير مجدية اما معظم الشارع الغربي على وجه الخصوص.
كما قلنا سابقا، سيكون للشارع رأيه المخالف للسياسة ورغباتها واطماعها، ويكون له موقف منصف داخليا وخارجيا، فالعدوان الهمجي على قطاع غزة له ما بعده، فهو غير البوصلة سواء فيما يخص الحق الفلسطيني او يثبت العدوان الصهيوني.

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك