عصام قضماني : شخص الرئيس ووزراؤه أم برنامجه!؟
بمجود ان يتم الاعلان عن هوية رئيس الوزراء المكلف يقلب الناس والنخب والاعلام في المقدمة الدفاتر بحثا عن شخص الرئيس، من هو ومن اين جاء ومن اصدقاؤه وماذا ياكل وماذا يمتلك وما الى ذلك من تسليط الضوء على جانبه الشخصي.
بلا شك ان هوية الرئيس وصفاته الشخصية وسيرته في العمل العام وغيرها مهمة وبلا شك ان هوية فريقه الوزاري الذي سيختاره وتوجهاته مهم ايضا، لكن الاهم هو برنامجه.
نريد ان نتفق على قاعدة تقول ان اداء الرئيس وافكاره واداء الوزراء وافكارهم هو المعيار لتقييم نجاحهم واهليتهم لهذه المهمة ام فشلهم وعدم اهليتهم لهذه المهمة.
نريد ان نتفق على ان ما يهم هو موقف الرئيس والوزراء من التحديات التي تواجه الاقتصاد خصوصا وان الرئيس المكلف اقتصادي وهو ينتمي الى الطبقة الوسطى وهو ليس من نادي رؤساء الوزراء واظنه الوحيد من بين اسرته الذي اختار العمل العام طريقا وهو لا ينتمي الى اتجاه سياسي او أجتماعي معين وهو لا ينتمي الى طبقة سياسية محددة بمعنى انه متحرر من كل تلك التصنيفات التي قد تشكل قيودا، وكذلك كان سلفه الدكتور بشر الخصاونة وكثير من الرؤساء الذين سبقوه الا من استثناءات محدودة.
نقول ليس المهم شكل الرئيس ولا هواياته ولا اصوله ولا عشيرته، المهم برنامجه والمهم هو اختيار فريق ينسجم مع هذا البرنامج حتى لو كانوا كلهم من مدينة واحدة ومن طبقة اجتماعية وسياسية واحدة.
قد يقول قائل ان الرئيس سيشكل حكومة جديدة بين يديها برنامج وخطة موضوعة وتحت التنفيذ هي رؤية التحديث الاقتصادي وخطتها التنفيذية وهذا صحيح، لكن من قال ان هذه الخطة جامدة لا يمكن تحريكها او تبديل اولوياتها، وقد يقال ان بين يدي الحكومة برنامج متفق عليه مع صندوق النقد الدولي وهذا صحيح ايضا لكن من قال ان هذا البرنامج يضيع قيودا يمنع يدي الحكومة من الحركة والابتكار وبعث الحلول.
يحب ان ننتظر لنقرأ خطط الرئيس المكلف وحكومته المنتظرة وهو ما سيتضمنه خطاب الرد على كتاب التكليف السامي وهو على الارجح خطاب طلب ثقة البرلمان لنعرف ماذا سيكون موقفه من
العجز المالي والتضخـم والإيرادات والنفقات، والعجز في الحساب الجاري لميزان المدفوعات وتعزيز احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية واداء الشركات والبنوك وسوق الأسهم في البورصة والصادرات الوطنية والعجز في الميزان التجاري والبطالة والفقر والمديونية والاستثمار والفسـاد وخدمات الدولة الصحية والتعليمية والأمنية.
يسـتطيع من يشاء أن ينقل عن شكل الرئيس واسماء الوزراء وان يغرق اكثر في هذه الشكليات لكن التساؤلات عن التحديات اهم واكثر اولوية في ظل ظروف ضاغطة تحتاج الى فعل استثنائي لا يقبل بنتائج متواضعة، أو التذرع بظروف غير مواتية تعيق تحقيق إنجازات أكبر. ــ الراي
qadmaniisam@yahoo.com