الأخبار

اسماعيل الشريف يكتب :الرد الصهيوني

اسماعيل الشريف يكتب :الرد الصهيوني
أخبارنا :  

من يثأر لإهانة صغيرة، يسعى وراء إهانات أكبر – مثل صيني
أعذر من يصف الضربة الإيرانية للكيان الصهيوني على أنها مسرحية إيرانية أمريكية يقصد منها «قرص إذن النتن ياهو» وتهدئة حرب غزة، وإعطاء إيران الفرصة لتفريغ غضبها المتراكم من إهانات الصهاينة على مر السنوات الماضية، واستعادة قوتها الرادعة بضرب القاعدة العسكرية التي انطلقت منها طائرات إف 35 التي قصفت القنصلية الإيرانية في دمشق.
هذه العملية تشبه إلى حد كبير المصارعة الأمريكية حيث يكون الاتفاق مسبقا على تفاصيل النزال، ورغم علم الجمهور بهذا يتفاعلون مع المباراة ويشجعون الأطراف المتنافسة كما لو كان نزالًا حقيقيًا نتيجته غير محسومة.
تم الترويج لهذه المواجهة على أنها انتصار للصهاينة، بعد أن أُسقطت معظم الطائرات والصواريخ باستثناء القليل الذي وصل إلى القاعدة الجوية في النقب.
اعتقد بايدن بأن الجميع سيخرج سعيدًا من هذه المواجهة بما في ذلك النتن ياهو الذي منح إبرة الحياة وأنعش موقفه الداخلي ولو مؤقتا.
لكن النتن ياهو خالف توقعات بايدن واستغل هذه المواجهة ليعود لأجندته، حرق المنطقة وبقاء الكيان في حالة حرب والقضاء على إيران ووكلائها.
ما الذي سيأتي بعد ذلك؟
بمجرد أن سنحت للنتن ياهو الفرصة، دعا فورا مجلس حربه الذي توحد بين عشية وضحاها بعد أن وضع أعضاؤه خلافاتهم جانبا، واتفقوا على ضرورة الرد على العملية الإيرانية، فأخبر وزير الدفاع الصهيوني نظيره الأمريكي أن لا مفر من توجيه ضربة لإيران، فصرح بعدها الساسة الأمريكان بأن الرد هو قرار صهيوني صرف، وأضافوا بأن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب إقليمية في المنطقة.
مجانين النتن ياهو يضغطون من أجل رد مزلزل فيصرح بن غفير: لا يمكن أن يكون رد إسرائيل ضعيفًا كقصف الكثبان الرملية في غزة، لقد انتهت مفاهيم الاحتواء منذ السابع من أكتوبر لضمان خلق ردع في الشرق الأوسط.
هذه المرة ونتيجة للضغوط الأمريكية فسيكون الرد متفقًا عليه مع الولايات المتحدة على خلاف العملية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في سوريا والتي نفذها الكيان بمعزل عن الولايات المتحدة. بايدن الذي أنقذ الكيان قبل أيام لن يسمح هذه المرة برد فعل منفرد دون التشاور معه.
لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستوافق على توجيه ضربة في العمق الإيراني لأسباب كثيرة، منها أن الدول العربية وخاصة الأردن لن يسمح بمرور الطائرات الصهيونية عبر أجوائه مما سيؤدي إلى أزمة دبلوماسية كبيرة، وقد تتصدى الدفاعات الجوية لها.
وسيكون الرد الإيراني هذه المرة أكبر باستخدام طائرات مسيرة كبيرة وصواريخ دقيقة مما سيسبب مزيدا من الإحراج للكيان وبداية لحرب مدمرة، وهروب الصهاينة بمئات الآلاف إلى مطار بن غوريون.
قد يتفق الجميع أن الرد سيكون ضربة لأحد وكلاء إيران في المنطقة، بعيدًا عن الأراضي الإيرانية بحيث لا يستدعي ذلك ردًا إيرانيًا مباشرًا، تحقيقًا للمثل: ترك الحمار وتشاطر على البردعة. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك