الأخبار

اسماعيل الشريف يكتب : طوفان الأقصى معضلات نتنياهو

اسماعيل الشريف يكتب : طوفان الأقصى معضلات نتنياهو
أخبارنا :  

يريدون منطقة خالية من العرب - موشيه يعالون، وزير الدفاع الصهيوني الأسبق.
نتنياهو، المتهم بعدم التعاون الكافي مع بايدن، يواجه توبيخات متكررة هذه الأيام. بايدن يسعى لهدنة، وتبادل للأسرى، وإدخال للمساعدات، بالإضافة إلى اجتياح محدود لرفح. بعض هذه الضغوط أثمرت؛ فزادت أعداد الشاحنات المتجهة إلى غزة لتصل إلى 1200 شاحنة يومياً، وقلّ التواجد العسكري الصهيوني هناك، مع إعلان السماح لـ150 ألف شخص بالعودة إلى شمال غزة.
على الرغم من هذه التنازلات، يرفض نتنياهو الظهور بمظهر الضعيف التابع لبايدن، خشية تأثير ذلك على شعبيته. فالصهاينة يفضلون دوماً رئيساً يتحدى الولايات المتحدة، وهذا دور يتقنه نتنياهو. لكنه الآن يسعى جاهداً لاستمالة بايدن لتجنب إصدار مذكرة اعتقال من المحكمة العليا ضده، وهذه معضلته الأولى.
المعضلة الثانية تتعلق بعملية رفح التي يروج لها نتنياهو، ويدّعي أنه تم تحديد يوم لهذه العملية وأن الخطط جاهزة، لكن مع هذا فالعملية لم تبدأ بعد. غانتس يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا عرقل صفقة الأسرى، في حين يهدد بن غافير وسموتريتش بالاستقالة من الحكومة إذا تراجع نتنياهو عن العملية وتنفيذ صفقة تبادل الأسرى.
المعضلة الثالثة تتمثل في عجز نتنياهو عن إنهاء الحرب، نظراً لاستطلاعات الرأي التي لا تبشر بخير له وللمتطرفين المتحالفين معه، ومحاكمته بقضايا فساد فور خروجه من الحكومة.
والمعضلة الرابعة تتمثل في مسألة تبادل الأسرى، حيث تلعب حماس هذه الورقة باحترافية، إذ تمتنع عن الإفصاح عن عدد الأسرى المتبقين لديها بعد خسارة بعضهم في الغارات. تدرك حماس أن هذه الورقة هي الأهم لديها للضغط على نتنياهو، وإن عدم موافقة نتنياهو على الصفقة قد يزيد من المظاهرات التي باتت تشكل خطرًا على السلم الاجتماعي داخل فلسطين المحتلة وتعمق حالة الانقسام في المجتمع الصهيوني. لذلك، يرى البعض أن اغتيال أبناء هنية كان يهدف إلى ممارسة المزيد من الضغوط على حماس للموافقة على الصفقة، أو إفشال بيني غانتس، البديل المفضل للولايات المتحدة، الذي أعلن على لسانه: «التزامنا المطلق بإعادة أسرانا، وأن ما حققناه في المعركة يتيح لنا المرونة في اتخاذ قرارات صعبة.»
ومع ذلك، أظهر هنية رباطة جأش غير معهودة، والتي ستُدون في كتب التاريخ، حين صرح بأن ذلك لن يغير موقفه، وأن استشهاد أبنائه لن يزيده إلا عزيمة. وأثبت أن حماس جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، وردت على جميع الاتهامات الموجهة إلى قيادتها بأنهم يعيشون في بذخ بينما يعاني الشعب الفلسطيني.
والمعضلة الخامسة تتمثل في تزايد الزخم بالمظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة، التي شملت أكثر من أربعين جامعة أمريكية، وقد بدأت هذه العدوى تنتشر في جامعات أوروبية. هذه المظاهرات تشكل خطرًا على المشروع الصهيوني ومن المتوقع أن تفرز في المستقبل سياسيين مناهضين للكيان الغاصب. كما تزيد هذه المظاهرات الضغوط على بايدن لوقف الحرب.
والمعضلة الأخيرة تتعلق بإدخال المساعدات، حيث تعلم جميع الأطراف أن من يشرف على توزيع المساعدات داخل غزة سيكون له الدور الأكبر في إدارتها بعد الحرب.
الصهاينة يحاولون من خلال المساعدات إضعاف حماس لإثارة ثورة شعبية ضدها، فيما تبذل السلطة جهوداً لنفس الغاية بالتعاون مع الهلال الأحمر، وتعمل حماس جاهدة لإحباط هذه المحاولات.
يخشى نتنياهو الظهور كضعيف خاضع لمطالب بايدن، لأن تنفيذ هذه المطالب يعد اعترافاً علنياً بفشله في الحرب، وهو ما يؤكده تقريباً جميع المحللين بأن الصهاينة قد خسروا الحرب. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك