الأخبار

نشر ثقافة التميز.. رسالة المعلمين في يومهم العالمي

نشر ثقافة التميز.. رسالة المعلمين في يومهم العالمي
أخبارنا :  

"الإنسان المتميز هو من يجعل الأشياء أفضل مما وجدها عليه، وهو من يترك الأشياء أجمل مما كانت عليه"، هكذا وصفت جلالة الملكة رانيا العبدالله التربويين المتميزين في وطننا الذين يجدون حلولاً للمشاكل اليومية التي يواجهونها في الميدان التربوي، فبعطائهم الملهم وقدراتهم الإبداعية وإصرارهم على توفير بيئة تعلمية أفضل لطلابهم، كانوا منارة نهتدي بنورها في بناء قدرات الأجيال وتزويدهم بأدوات العلم والمعرفة.

 

ومن أجل هذا، كانت إنجازات المعلمين الملهمة محل تقدير العالم أجمع حين خصص منذ عام 1994 الخامس من تشرين الأول للاحتفاء بالمعلمين والتعبير عن الامتنان لعطائهم وجهودهم في بناء أجيال المستقبل وإنارة عقول الشباب الواعد.

وتتيح جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي من خلال أنشطتها المتعددة المجال أمام المعلمين والتربويين للتنافس فيما بينهم في مجالات التميز والريادة للارتقاء بالمسيرة التعليمية الأردنية، حيث تشير الأرقام المسجلة منذ إطلاق الجائزة عام 2006 إلى وجود 4 مديريات داعمة للتميز في المملكة إضافة إلى 58 مديرا و19 مرشدا تربويا متميزا، كما تظهر تقدم ما نسبته 63 بالمئة من المديرين و 48 بالمئة من المعلمين و41 بالمئة من المرشدين المؤهلين للجائزة منذ إطلاقها.

 

تربويون شاركوا وكالة الأنباء الأردنية (بترا) قصص خوضهم لتجربة الجائزة ومعاييرها واجتياز مراحلها كافة ووصولهم الى التميز على الصعيدين المهني والاجتماعي ما أفضى الى تحسين البيئة التربوية للطلبة من خلال الجهود التي بذلوها والحلول المبتكرة التي خرجوا بها وطبقوها في مجتمعاتهم ليسطروا من خلالها فصلا متميزا في مسيرة العطاء.

 

وكأي معلمة مخلصة لعملها تقوم على تدريس طلبتها الصغار، حرصت معلمة الصف تسنيم الجغيمي دوما على أن يخرج طلبتها من يومهم الدراسي محققين النتاجات المعرفية المطلوبة، واصفة أسلوبها بالسلس وهو ما دفع الأهالي والمشرفات التربويات ومديرتها المباشرة إلى تشجيعها على المشاركة في جائزة الملكة رانيا للتميز التربوي.

وأعربت عن سعادتها بالمشاركة في الجائزة التي دفعتها لإظهار قدراتها بطريقة متميزة بحيث تعكس شخصيتها وتبرز أعمالها على نطاق أوسع خصوصا وأنه موشح بالشكر الملكي الذي يجعل أثره المعنوي ممتدا وينعكس على الانجازات طيلة المسيرة المهنية لجهة تطوير المعارف والمهارات .

 

وتضيف الجغيمي، إن اطلاعها على مسيرة المعلمين المتميزين الحاصلين على الجائزة والتماس أثر هذا التكريم عليهن دفعها للتنافس حتى حققت الفوز من المرة الأولى التي تقدمت بها، موجهة رسالة لنظيراتها في الميدان التربوي بأن المعلم المتميز تقع على عاتقه نشر ثقافة التميز.

 

المعلمة المتميزة راوية أبو حماد ماجستير مناهج التدريس وتعمل حاليا على تأليف كتاب الدراسات الاجتماعية للصف الأول الأساسي، والحاصلة على الجائزة عام 2020، تقول، إنها كانت تطمح على الدوام لإثبات ذاتها وتحقيق طموحها في أن تكون سفيرة للجائزة وأن تكون قدوة لزملائها المعلمين في الميدان التربوي.

ووصفت خوضها للمنافسة على الجائزة بالتجربة الغنية التي أضافت لخبرتها الكثير وساعدتها في تنظيم أعمالها، وجاء فوزها المستحق بعد أن تقدمت للجائزة مرة خامسة بعد أن شهد لها المجتمع المحلي بالبذل والعطاء، مؤكدة انها "راوية" ذاتها قبل وبعد الجائزة بضعف مستوى العزيمة والإرادة.

 

"معاملة أم ومربية وشرطية"، هكذا وصفت المعلمة المتميزة أمل الخصاونة الحاصلة على الجائزة تين أسلوبها في التعامل مع طالباتها باعتبارهن كلا واحدا لا تمييز بين إحداهن عن الأخرى، فنظامها الحازم في أول 3 دقائق من الحصة كان يقوم على كنس الغرفة الصفية بأسلوب مبرمج مباشر دون أي فوضى، بموازاة إثارة تفكير الطالبات بعيدا عن التلقين وحثهن على استقصاء الإجابة وبحيث تقوم الحصة الدراسية على المعلمة والطالبات معا.

وتحمل الخصاونة رسالة مفادها أن طالباتها هن بالفطرة أمهات ويجب تربيتهن في المدرسة على الاخلاص والانضباط والامانة إلى جانب الترتيب والنظافة، فكانت قدوة لهن في هذه الجوانب، كما تتبنى فكرا يهدف إلى تجهيز وتسليح طالباتها بالعلم بوصفهن جيل المستقبل.

 

وتدعو الخصاونة زميلاتها في المهنة للدخول إلى الغرفة الصفية بمعزل عن أي ضغوط يواجهنها وأي مشاكل يعانين منها كي لا ينعكس ذلك سلبا على أدائهن التدريسي وبما لا يرضاه الضمير اليقظ.

 

وتقول، إن ما دفعها للمشاركة بالجائزة هو تشجيع مديرتها وزميلاتها المعلمات وطالباتها على اعتبار انها مخلصة في عملها وتساعد زميلاتها في أي أمر قد يحتجنه، إضافة الى سعيها الدائم لتسجيل كل أعمالها بصورة إلكترونية بصدق وأمانة، لافتة إلى ان الأثر المعنوي المتحقق من الجائزة دائم ويوسع الآفاق والمعارف فأصبحت من سفراء التميز العاملين على برامج تطبيقية توعوية للمعلمين والمعلمات بعد أن أصبحت مشرفة تربوية.

 

منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" قالت في منشور على موقعها إن احتفالات هذا العام تأتي تحت عنوان "المعلمون الذين نحتاج إليهم من أجل التعليم الذي نرغب به: ضرورة معالجة النقص في أعداد المعلمين على الصعيد العالمي"، مشيرة الى أنها تسعى إلى أن يتصدر جدول الأعمال العالمي موضوع أهمية وقف تراجع أعداد المعلمين ومن ثَمَّ البدء بزيادة أعدادهم.

ودعت المنظمة الى تكريس احتفالات هذا العام لتقدير مهنة التعليم وتعزيز كرامة المعلمين، وتذليل الصعوبات التي تواجههم وعرض ممارسات ملهمة ترمي إلى استقطاب المعلمين والمربين والحفاظ عليهم وتحفيزهم.

-- (بترا)

مواضيع قد تهمك