الأخبار

م . فواز الحموري : الاستقلال: مملكة ومسيرة وطن ونهضة أمة

م . فواز الحموري : الاستقلال: مملكة ومسيرة وطن ونهضة أمة
أخبارنا :  

حين استشرف سمو الأمير عبد الله الأول حاضر ومستقبل المنطقة ودرس الظروف المحيطة وعهد طبيعة ما يجري على أرض الواقع، كان المشروع الإمارة ومن ثم المملكة الأردنية الهاشمية بما أرسى خلال ذلك قواعدها في وقت لم يكن بالسهل والظرف ليس بالمتاح لخدمة الأمة ومطلبها للاتحاد.

شرع الملك المؤسس وتعامل مع الظروف والتحديات وفق ما تستدعيه من حكمة وبعد رؤية لكسب الموقف والمحافظة على الأردن وسط العواصف السياسية وما كان يحاك للأردن من خفايا ومؤامرات.

ننظر إلى الاستقلال كمتطلب سياسي دفع الملك المؤسس للمضي قدما في ترسيخ قواعد الحكم من خلال مملكة أردنية هاشمية واستعان بكوكبة من العرب للمشاركة في إدارة الدولة ومؤسساتها تلك التي ما تزال شاهدة على فصاحة ورشد ما أراده الملك المؤسس مثلما ينبغي من قوة وتماسك لا مثيل له، وواجه في سبيل ذلك وضحى بنفسه على عتبات الأقصى شهيدا نتيجة رؤيته الثاقبة وذكائه السياسي والذي لو وافق الجميع من العرب على فكره لكان الوضع مختلفا تماما، وتدل الوثائق الهاشمية على مضمون ذلك من المراسلات واللقاءات والحوارات التي كانت وسيلة الملك المؤسس جنبا إلى جنب مع جولاته الداخلية والخارجية وظل في حله وترحاله يرنو لمملكة العرب الموحدة.

الاستقلال إرادة رسمت صورة المستقبل لدولة واجهت العديد من التحديات السياسية المجاورة والتحالفات الإقليمية عقب الحرب العالمية الثانية وانتهاء الانتداب البريطاني والعديد من الحروب وما نتج عنها من احتلال إسرائيلي وواقع أليم في الضفة الغربية وتتابع الأحداث بكثافة على الأردن.

الخامس والعشرون من أيار عام 1946 تاريخ يرتبط بمملكة ووطن ونهضة قطعت أشواطا من التحدي والعزم والتصميم وركوب الأخطار وتحمل الأعباء والهجرات القسرية واللجوء والكثير من الظروف الصعبة والأحكام المسبقة على الأردن كنظام وحكم ومؤسسات.

أسئلة عديدة تطرح عند الاحتفال بالاستقلال، الاجابة عليها يكون بشكل واضح وصريح ضمن تاريخ الأردن وما ورد في مضمونه من أحداث ووثائق وسجلات دون خجل بل بفخر واعتزاز وشموخ.

لا بد من قراءة عناوين كل مرحلة من تاريخ الاستقلال والذي مهد لنهضة شاملة في المملكة الأردنية الهاشمية وبناء مؤسساتها وتشكيل جيشها العربي وتنمية مواردها البشرية والتي ساهمت في مسيرة التقدم في دول الجوار والعالم.

ما يزال إنجاز الدستور الأردني علامة فارقة في إرساء دولة القانون والمؤسسات والعدل بين أبناء المجتمع والمحافظة على القيم والعادات النبيلة وفق الشريعة الإسلامية السمحة والاعتدال والوسطية في مواقف الأردن من القضايا والملفات كافة.

منعطفات ومخاطر وعقبات مرت بها مراحل الاستقلال ولكن جهود البناء والعطاء ظلت مستمرة وقائمة في مسيرة الأردن عبر المئوية الأولى وتلك الثانية القادمة وعبر مقومات الاصالة والمحافظة على مكتسبات النمو والازدهار في قطاعات الإنتاج المادي والبشري.

77 رقما فريدا في عالم الأرقام ولكنه في عالم السياسة مميز لمملكة واكبت جهود المؤسس عبد الله الأول المؤسس والملك طلال معد الدستور و الملك الباني الحسين والملك المعزز جلالة الملك عبد الله الثاني – حفظه الله ورعاه – وشعب وفي مخلص للراية الهاشمية على مر التاريخ.

مفهوم الاستقلال والمصلحات المرافقة له هي عبارة عن سلسلة من معاني العطاء الأردني في المجالات كافة والتي علينا حين الاحتفال بعيد الاستقلال الانتباه والعناية بما تقدمه مؤسسات الدولة وعلى رأسها الأجهزة الأمنية والعسكرية للأردن من تضحيات وخدمات جليلة وعزيزة ونادرة ونفيسة.

دامت السيادة للأردن في مواقفه وقراراته والتي يتحمل نتائجها دون خوف وتردد وحيرة ؛ فقد كان الاستقلال احدها في اصعب الظروف وادقها وفي المنطقة العربية قاطبة والعالم، وحفظ الله للأردن قيادته الهاشمية الحكيمة وأسرته الواحدة الأبية، وزين الله مسيرة العطاء الخيرة للشعب الأردني بنور الحق واليقين والمستقبل الواعد.

هو استقلال مملكة ومسيرة وطن ونهضة أمة...هو الأردن.

ـــ الراي
fawazyan@hotmail.co.uk

مواضيع قد تهمك