الأخبار

د . جورج طريف : الأمن السيبراني

د . جورج طريف : الأمن السيبراني
أخبارنا :  

مع توجه الدولة الأردنية للتحول الرقمي في مختلف القطاعات ووسط إقبال وتوسع كبيرين في استخدام وسائل التقنية والانترنت في المملكة، يتزايد خطر وتهديدات الجرائم الالكترونية أو ما يطلق عليه الأمن السيبراني التي تتطور يوما بعد يوم مع التطور التقني المتسارع، الأمر الذي يتطلب أخذ الحيطة والحذر لمواجهة مثل هذه التهديدات التي قد تحدث آثارا كارثية ليس على الأفراد وأسرهم فحسب لا بل على الاقتصاد والأمن والمجتمع حال حصولها، وهو ما تدركه الحكومة تماما التي أكدت في أكثر من مناسبة انها تعمل على قدم وساق وخصوصا مع وجود المركز?الوطني للامن السيبراني الذي وثق مئات الحالات لهجمات سيبرانية منذ تاسيسه عام ٢٠٢١م بموحب قانون الامن السيبراني رقم ١٦ لسنة ٢٠١٩م.

وما من شك في أن حرب المعلومات هي سمة هذا العصر، في ضوء تطوّر تقنيَّات الاتّصال وأدوات التوَّاصل الرَّقمي، وكلَّما تطوَّرت أنظمة المعلومات حول العالم، نشطت دول ومنظَّمات ومؤسَّسات وأشخاص لاختراق تلك الأنظمة، وكما هو معروف فان دول العالم ومنها الأردن تتعرض إلى هجمات سيبرانيّة متزايدة، تتفاوت في أعدادها وأهدافها، وتركز هذه الهجمات على المؤسسات السِّياديَّة، وعلى أهداف ماليَّة واقتصاديَّة، وعلى الأفراد أيضاً.

واقع الحال في الاردن يؤكد أن كثيرا من الناس لا يعلمون معنى الأمن السيبراني وكيفية التعامل معه... وهل هذا الأمر منوط بالحكومة فقط؟.. أم أن هذه المسألة أصبحت جزءا من حياتنا اليومية في مختلف القطاعات والشركات الخاصة... لذلك وجب على الجهات المعنية العمل وباستمرار وعبر مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي نفسها على التوعية الدائمة لأهمية الأمن السيبراني والمخاطر المحتملة في حال حدوث اختراقات عبر وسائل التواصل للحسابات الشخصية او غير الشخصية كالمؤسسات والشركات الخاصة والعا?ة.

وكلنا يعلم أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أصبح جزءا مهما في حياتنا العامة واليومية ولا يمكن الاستغناء عنها.. وهذا ما يحفز الكثير من المغرضين على إنجاز اختراقات تلحق الضرر بحسابات مستخدميها بشتى الوسائل.. ومن هنا تكمن أهمية الأمن السيبراني في الحد من الجرائم الإلكترونية والتصيد الاحتيالي وبشكل خاص المالي وسرقة البيانات والمعلومات عن طريق إرسال فيروسات على البريد الإلكتروني أو إتلاف قاعدة بيانات واختلاف الأجهزة وتعطيل العمل بالشركات ومنع المستخدمين من الوصول الى ملفاتهم المهمة إلا بعد دفعهم مبالغ مالية ل?هاكرز..

ومما ساعد هؤلاء الهاكرز على ممارسة افعالهم الدنيئة اتصال الاجهزة والموبايلات بالإنترنت..

وتقول الدراسات أن أكثر من ٢١مليار جهاز متصل مع الإنترنت حول العالم.

ولا بد من الإشارة اخيرا إلى ما جاء في استراتيجية المركز الوطني السيبراني من أن تقنية الذكاء الاصطناعي تعد اليوم من التحديات الكبيرة في مجال الأمن السيبراني حيث أن المجرمين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في نشر اعلانات وارسال رسائل بريد الكتروني متصيدة أكثر استقطابا لفئات محددة في الفضاء السيبراني وذلك من خلال تحليل كم كبير من المعلومات المتأتية من وسائل التواصل الاجتماعي لتحديد الفئات المستهدفة، كما ان من الملاحظ كذلك تزايد استخدام نظام الدردشة على الانترنت لغايات خدمة الزبائن وهو ما يكسب هذا النظام ثقة الجمهور?وعليه سيسعى المهاجمون الى استغلال هذه الثقة وانشاء منصات دردشة للحصول على بيانات مالية من المستخدم وقد حذرت بنوك الأردن العاملة عملاءها مرارا وتكرارا من هذه الظاهرة.. وعلينا جميعا اخذ الحيطة والحذر تجاه مخططاتهم ونواياهم عن طريق حجب المعلومات الخاصة بكم وبمؤسساتكم لتفويت فرصة الاعتراض على أنظمة الأمن السيبراني والأجهزة الخاصة به بهدف الحصول على مكاسب مالية أو اقتصادية أو سياسية. ــ الراي

Tareefjo@yahoo.com

مواضيع قد تهمك